التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب إذا خاف الجنب على نفسه المرض أو الموت

          ░7▒ بَابٌ: إِذَا خَافَ الجُنُبُ عَلَى نَفْسِهِ المَرَضَ أَوِ المَوْتَ، أَوْ خَافَ العَطَشَ، تَيَمَّمَ
          وَيُذْكَرُ أَنَّ عَمْرَو بنَ العَاصِي: أَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَتَيَمَّمَ وَصَلَّى وَتَلاَ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النِّساء:29] فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلعم فَلَمْ يُعَنِّفْ.
          وهذا الحديثُ أسندَه أبو داودَ مطوَّلًا وفيه: أنَّ ذلك كان في غزوةِ السَّلاسِلِ، وفي أخرى له: فغَسَلَ مَغابِنَه وتوضَّأَ وضوءَه للصَّلاةِ ثمَّ صلَّى بهم، ولم يَذْكُرِ التَّيمُّمَ.
          وروى هذه أبو حاتمٍ _ابنُ حِبَّانَ_ في «صحيحِه» والحاكمُ في «مستدركِه»، ثمَّ قال: صحيحٌ على شرطِ الشَّيخين قال: والذي عندي أنَّهما لم يخرِّجاه لحديثِ جريرٍ _يعني الرِّوايةَ الأولى_ ثمَّ ساقها ثمَّ قالَ: هذا لا يُعَلِّل الآخَر، فإنَّ أهل مصر أعرفُ بحديثهم مِنْ أهلِ البصرةِ يعني: أنَّ روايةَ الوضوءِ يرويها مصريٌّ عن مصريٍّ، ورواية التَّيمُّمِ يرويها بصريٌّ عن مصريٍّ، قالَ البَيْهَقِيُّ: ويحتملُ أن يكونَ فَعَلَ ما نقلَ في الرِّوايتين جميعًا، فغسلَ ما أمكنَه وتيمَّمَ للباقي.