عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: لا يدري متى يجيء المطر إلا الله
  
              

          ░29▒ (ص) بابٌ لَا يَدْرِي مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ إِلَّا اللهُ ╡ .
          (ش) أي: هذا بابٌ ترجمتُه: لا يَدري وقتَ مَجِيءِ المطرِ إلَّا اللهُ.
          ولمَّا كان الباب السابقُ يتضمَّن أنَّ المطرَ إِنَّما ينزل بقضاء الله تعالى، وأنَّه لا تأثيرَ للكواكِبِ في نزولِه؛ ذكر هذا البابَ بهذه الترجمة؛ ليُبيِّنَ أنَّ أحدًا لا يعلمُ متى يجيءُ المطر، ولا يعلمُ ذلك إلَّا الله ╡ ؛ لأنَّ نزولَه إذا كان بقضائِه ولا يعلمُه أحدٌ غيره؛ فكذلك لا يعلمُ أحدٌ إبَّانَ مجيئه.
          (ص) وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ☺ عَنِ النَّبِيِّ صلعم : «خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ ╡ ».
          (ش) هذا قِطعةٌ مِن حديثٍ وَصَله البُخَاريُّ في (الإيمان) وفي (تفسير لُقمان) من طريق أبي زُرْعَةَ عن أبي هُرَيْرَة في (سؤالِ جبريلَ عنِ الإيمان والإسلام)، لكن لفظه: «في خمسٍ لا يعلمُهنَّ إلَّا الله»، ووقَعَ في بعضِ الروايات في (التفسير) بلفظ: (وَخمسٌ)، وروى ابن مَرْدويه في «التفسير» مِن طريقِ يحيى بن أيُّوب البَجَليِّ عن جَدِّه، عن أبي زُرْعَةَ، عن أبي هُرَيْرَة رَفَعه: «خمسٌ مِنَ الغَيب لا يعلمُهنَّ إلَّا الله: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}»[لقمان:34] إلى آخِرِ الآية.