عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الخطبة قائما
  
              

          ░27▒ (ص) بَابُ الخُطْبةِ قائِمًا.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان حكمِ الخُطْبةِ: أن يكونَ الخطيبُ فيها قائمًا، هذا التَّقدير على كون (البَابِ) مضافًا إلى (الخُطْبَة) ويجوز أن يُقطَع عن الإضافةِ، وينوَّن على أنَّهُ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، ويكون لفظ (الخطبة) مرفوعًا على الابتداء، ويكون التقدير: هذا بابٌ ترجمتُه: الخطبةُ يخطبُها الخطيبُ حالَ كونه قائمًا، فانتصاب (قَائِمًا) على الوجهِ الأَوَّلِ يكون خبرَ (يَكُونُ)، وعلى الوجه الثاني يكون على أنَّهُ حالٌ مِنَ الخَطيبِ، وهذا كلُّه لا يخلو عن تعسُّفٍ لأجل التعسُّف في تركيب الترجمة.
          (ص) وَقَالَ أَنَسٌ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلعم يَخْطُبُ قَائِمًا.
          (ش) هذا التعليقُ موافقٌ للترجمة، وهو طرفٌ مِن حديث الاستسقاء على ما سيأتي إن شاء الله، وقد مرَّ غيرَ مَرَّةٍ أنَّ (بَيْنَا) أصلُه (بَينَ) فأُشبِعَت فتحةُ النون، فصارت ألفًا، وهو ظرفُ زمانٍ؛ بمعنى المفاجأة، مضافٌ إلى الجملة مِن مبتدأ وخبرٍ، ويحتاج إلى جوابٍ يتمُّ به المعنى، وجوابُه في حديث الاستسقاء.
          والمستفادُ منه: أن تكونَ الخطبةُ قائمًا، لكن على أيِّ وجهٍ؟ نبيِّنه عن قريبٍ إن شاء الله تعالى.