عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب
  
              

          ░21▒ (ص) بَابٌ.
          (ش) أي: هذا بَابٌ، إذا قدَّرنا هكذا؛ يكون مُعرَبًا، وإلَّا؛ فلا؛ لأنَّ الإعرابَ لا يكون إلَّا في التَّركيب، وهذا وقع كذا بغيرِ ترجمةٍ، وقال بعضُهم: هذا لا يصلحُ أن يكونَ فَصْلًا مِنَ الذي قبلَه، بل هو طرفٌ مِنَ الحديثِ الذي بعدَه، ولعلَّ هذا مِن تصرُّف الرُّواةِ؛ انتهى.
          قُلْت: لا نسلِّم أنَّهُ لا يصلح أن يكونَ فَصْلًا مِنَ الذي قبله، بل هو صالحٌ جَيِّد لذاك؛ لأنَّ الألفاظَ التي كان النَّبِيُّ صلعم يخاطَبُ بها: يا مُحَمَّد، يا با القاسم، يا رسول الله، والأدبُ، بل الأحسنُ أن يُخاطَبَ بـ(يا رسول الله)، وهذا الحديث يتضمَّن هذا، فله تعلُّقٌ بما قبلَه مِن هذا الوجهِ.
          وقال هذا القائلُ أيضًا: نعم؛ وجَّهه بعضُ شيوخِنا، فَإِنَّهُ أشار إلى أنَّ النَّبِيَّ صلعم وإن كان ذا أسماءٍ وكنيةٍ، لكن لا ينبغي أن يُنادى بشيءٍ منها، بل يقال له: يا رسولَ اللهِ، كما خاطبته خالةُ السائب لمَّا أَتَتْ به إليه، ولا يخفى تكلُّفُه، انتهى.
          قُلْت: أراد بـ(بعض شيوخه) : صاحبَ «التوضيح» الشيخ سراج الدين ابن الملقِّن، وقوله: (ولا يخفى تكلُّفه) تكلُّفٌ، بل هو قريبٌ مِمَّا ذكرنا، وهو توجيهٌ حَسَنٌ، وهذا أحسنُ مِن نسبتِهِ إلى تصرُّف الرُّواة.