عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب قصة الحبش
  
              

          ░15▒ (ص) بَابُ قِصَّةِ الْحَبَشِ.
          (ش) أي: هذا بَابٌ في بيانِ قصَّة الحَبَشِ، ولم يذكرْ فيه إلَّا شيئًا نَزْرًا مِن قصَّة الحَبَشة، وذكر ابنُ إسحاقَ قصَّتَهم مُطوَّلةً، فمَن أراد الوقوفَ عليها؛ فليرجِعْ إلى كتابه.
          والحَبَشُ والحَبَشَةُ: جِنسٌ مِنَ السُّودان، والجمع: الحُبْشَان؛ مثل: (حَمَلٍ وحُمْلَان)، قاله الجَوْهَريُّ، وهم مِن أولاد حام بن نوحٍ ◙ ، وكانوا سبعَ إخوةٍ: السِّنْد، والهِنْد، والزِّنج، والقبط، والحَبَش، والنُّوبة، وكنعان، و(الحَبَش) على أنواعٍ: الدهلك، وناصع، والزَّيلع، والكُوكُو، والفافور، واللَّابة، والقُوماطين، ودُرَقْلة، والقرنة، [والحبش بن كوش بن حام؛ وهم مجاورون لأهل اليمن، يقطع بينهم البحرُ، وقد غلبوا على اليمنِ قبلَ الإسلام]، وقصَّتُهم مشهورةٌ.
          (ص) وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلعم : «بَنِي أَرْفَدَةَ».
          (ش) (وَقَوْلِ) مجرورٌ؛ لأنَّه عطفٌ على قولِهِ: (قصَّة الحَبَشَةِ)، و(أَرْفَدَةَ) بفتح الهمزة، وسكون الراء، وكسر الفاء، اسم جدٍّ لهم، وقيل: (أرفدةُ) اسمُ أَمَةٍ، وقد مضى هذا اللَّفظ في حديث طويل في (كتاب العيدين) في (باب الحراب والدرق يومَ العيد)، وفيه: «وكان يومُ عيدٍ يَلعَبُ فيه السُّودانُ، فإمَّا سألت _يعني: عائشة_ رسولَ الله صلعم ، وإمَّا قال: «تشتهين تنظرين؟»، فقُلْت: نعم، فأقامَني وراءَهُ خدِّي على خدِّه، وهو يقول: «دونَكُم يا بني أرفدةَ» حَتَّى إذا مللتُ؛ قال: «حسبك؟»، قُلْت: نعم، قال: «فاذهبي».