عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله والمساكين
  
              

          ░6▒ (ص) بابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْخُمْسَ لِنَوَائِبِ رَسُولِ اللهِ صلعم وَالْمَسَاكِينِ، وَإِيثَارِ النَّبِيِّ صلعم أَهْلَ الصُّفَّةِ وَالأَرَامِلَ حِينَ سَأَلَتْهُ فَاطِمَةُ وَشَكَتْ إِلَيْهِ الطَّحْنَ وَالرَّحَى أَنْ يُخْدِمَهَا مِنَ السَّبْيِ، فَوَكَلَهَا إِلَى اللهِ تَعَالَى.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ الدليل على أنَّ الخُمس مِنَ المَغنَم لنوائبِ رسول الله صلعم ، وهو جمع (نائِبَة) وهي ما كانَ تَنوبُه؛ أي: تنزلُ به مِنَ المُهمَّات والحوادث.
          قوله: (وَالْمَسَاكِينِ) أي: ولأجلِ المساكين.
          قوله: (وَإِيثَارِ النَّبِيِّ صلعم ) أي: ولأجل إيثارِه؛ أي: اختيارِه.
          قوله: (أَهْلَ الصُّفَّةِ) بالنصب؛ لأنَّه مفعولُ المصدر المضاف إلى فاعله، وهمُ الفقراءُ والمساكين الذين كانوا يَسْكُنونَ صُفَّةَ مسجد النَّبِيِّ صلعم .
          قوله: (وَالأَرَامِلَ) بالنصب عطفًا على (أهلَ الصُّفَّة) وهو جمعُ (أَرْمَل) و(الأرْمَلُ) الرجلُ الذي لا امرأةَ له، و(الأرْمَلةُ) المرأةُ التي لا زوجَ لها، و(الأرامِلُ) المساكينُ مِنَ الرجال والنساء.
          قوله: (حِينَ) ظرفٌ للإيثار.
          قوله: (سَأَلَتْهُ) أي: سألتِ النَّبِيَّ صلعم ابنتُه فاطمةُ، وشَكَت إلى النَّبِيِّ ما كانت تُقاسِيهِ مِن طَحْنِ الشَّعير، ومِن مُقالَبَة الرَّحى.
          قوله: (أَنْ يُخْدِمَهَا) بفتح (أَن) لأنَّه مفعولٌ ثانٍ لقوله: (سَأَلتْه) و(يُخدِمَها) بِضَمِّ الياء، مِنَ الإخدام؛ أي: يُعطيَ لها خادِمًا مِنَ السَّبْيِ الذي حضَرَ عنده، على ما يجيءُ بيانُه في حديث الباب.
          قوله: (فَوَكَلَهَا إِلَى اللهِ تَعَالَى) أي: فوَّض أمرها إلى الله تعالى.