الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب23

          ░12▒ (بابٌ) بغير ترجمةٍ للأكثرِ، فهو كالفصلِ من سابقِه، وسقطَ أيضاً لأبي ذرٍّ، وعليهما؛ فتُطلَبُ المناسبةُ بين الحديثِ والترجمةِ، ولا تظهَرُ المناسبةُ عليهما، كما في ((الفتحِ))، فإنَّه ذكَرَ في الحديثِ طَرفاً من هجرةِ النبيِّ صلعم وأبي بكرٍ، وشربِهما من لبنِ الشَّاةِ التي مع الرَّاعي.
          وأجابَ ابنُ المنيِّرِ بأنَّ المُبيحَ للَّبنِ هنا أنَّه في حُكمِ الضَّائعِ؛ لأنَّه ليس مع الغنَمِ في الصحراء إلا راعٍ واحدٌ، فالفاضلُ عن شُربِه مستهلَكٌ، فهو كالسَّوطِ الذي اغتُفرَ التِقاطُه، أو كالشاةِ الملتقَطةِ، انتهى ملخَّصاً.
          وتعقَّبَه في ((الفتح)) وإن وجَّهَ به في ((العمدةِ)) أيضاً بأنَّه مع تكلُّفِه لا تظهَرُ مناسبتُه لخصوصِ التَّرجمةِ، وأبدى الكرمانيُّ مناسبةً بينه وبين حديثِ: ((لا يحلُبنَّ أحدٌ ماشيةَ أحدٍ))، وهذا أيضاً كما قال العينيُّ: لا مُناسبةَ بينه وبين التَّرجمةِ، وإنما هي بينَه وبينَ حديثٍ مضى قبلُ بثلاثة أبوابٍ، فليُتأمَّل.