الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من خرج من اعتكافه عند الصبح

          ░13▒ (بَابُ: مَنْ خَرَجَ مِنَ اعْتِكَافِهِ): يعني: بنقل متاعِهِ مِن معتكَفِهِ لا بخروجه مِن اعتكافهِ بالبدنِ، فإنَّ ذلك إنَّما يكون إذا غربت شمس صبيحة عشرين، قاله ابن الملقِّن تبعاً للمهلَّب على ما سيأتي بما فيه (عِنْدَ الصُّبْحِ): أي: بعد فعل صلاةِ الصُّبح، فالظَّرفان متعلِّقان بـ((خرج))، قال في ((الفتح)) و((العمدةِ)): وهو محمولٌ على أنَّه أراد اعتكاف الليالي دون الأيَّام، قال: وسبيل مَن أراد ذلك أن يدخل قبل غروب الشَّمس ويخرج بعد طلوع الفجرِ، فإن أرادَ اعتكاف الأيَّام خاصَّةً فيدخل مع طلوعِ الفجرِ ويخرجُ بعد غروب الشَّمس أيضاً، انتهى.
          وأقولُ: حملُ كلامِ المصنِّف على إرادةِ اعتكافِ اللَّيالي فقط لا يتعيَّنُ، بل كما يجرِي في إرادة اعتكاف اللَّيالي وحدَها يجرِي في إرادة اعتكافِ الليلِ والنَّهار معاً، فسبيلُه أن يدخلَ فيه قُبَيل غروبِ الشَّمس ويخرجُ بعد غروبِ الشمسِ، فتأمَّل.