الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الحائض ترجل المعتكف

          ░2▒ (بَابُ الْحَائِضِ): بإضافة ((باب)) وجرِّ ((الحائض))؛ أي: بابُ بيانِ حكمها، ولأبي ذرٍّ: <بابٌ> بالتَّنوين، فـ((الحائضُ)) مبتدأٌ، وجملة: (تُرَجِّلُ الْمُعْتَكِفَ): أي: رأسَه خبره، وأمَّا على الأوَّل فهي في محلِّ نصبٍ على الحال أو مستأنفةٌ، و((ترَّجل)) _بتشديد الجيم_ أي: تمشط شعرَ المعتكِفِ؛ بكسر الكاف، قال العينيُّ: من الترجيلِ، وهو تسريح الشَّعر وتنظيفُه وتحسينُه، والمِرجل _بكسر الميم_ المشطُ، وكذلك المِسرح بالكسر، وقال بعضُهم: ((ترجِّلُ المعتكف))؛ أي: تمشطُه وتدهنُه، قلتُ: التَّدهين ليس داخلاً في معنى التَّرجيل لغةً، انتهى.
          وأقولُ: لعلَّه أخذه من كلام شيخِه ابنِ الملقِّن، فإنَّه قال: ترجِّلُه؛ أي: تسرِّحُه بدهنٍ، انتهى فتدبَّر.
          ويحتمل أن يُجعَل حالاً على أنَّه قد يمنع كونه ليس داخلاً في معنى التَّرجيل.