نجاح القاري لصحيح البخاري

باب: إذا أحصر المعتمر

          ░1▒ (بابٌ) بالتَّنوين (إِذَا أُحْصِرَ الْمُعْتَمِرُ) وكأنَّه أشار بهذه التَّرجمة إلى الردِّ على مَن قال: إنَّ التحلُّل بالإحصار مختصٌّ بالحاج؛ بخلاف المعتمر فإنَّه لا يتحلَّل بذلك، بل يستمرُّ على إحرامه حتَّى يطوف بالبيت؛ لأنَّ السَّنة كلَّها وقتٌ للعُمْرة / فلا يُخْشى فواتها؛ بخلاف الحجِّ. وروي ذلك عن مالك، وهو محكيٌّ عن محمَّد بن سيرين وبعض الظاهريَّة.
          واحتجَّ لهم إسماعيل القاضي بما أخرجه بإسنادٍ صحيح عن أبي قلابة قال: خرجت معتمراً فوقعتُ عن راحلتي فانكسرتُ، فأرسلتُ إلى ابن عبَّاس وابن عمر ♥ فقالا: ليس لها وقت كالحجِّ؛ يكون على إحرامه حتَّى يصل إلى البيت. وقضيَّة الحديبية حجَّةٌ تَقْضِي عليهم، والله أعلم.