إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته

          1057- وبالسَّند إلى المؤلِّف قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو ابن مسرهدٍ (قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى) القطَّان البصريُّ(1)، وللأَصيليِّ: ”يحيى بن سعيدٍ“ (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) بن أبي خالدٍ الأحمسيِّ(2) الكوفيِّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (قَيْسٌ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ) عقبة بن عمرٍو(3) الأنصاريُّ البدريُّ ☺ أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : الشَّمْسُ وَالقَمَرُ لَا يَنْكَسِفَانِ) بالنُّون بعد المثنَّاة التَّحتيَّة ثمَّ الكاف (لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ) لِما كانت الجاهلية تعتقد أنَّهما إنَّما ينخسفان لموت عظيمٍ، والمنجِّمون يعتقدون تأثيرهما في العالم، وكثيرٌ من الكفرة يعتقد(4) تعظيمهما لكونهما أعظم الأنوار، حتَّى أفضى الحال إلى أَنْ عَبَدهما كثيرٌ منهم، خصَّهما صلعم بالذِّكر تنبيهًا على سقوطهما عن هذه المرتبة لِمَا يعرض لهما من النَّقص وذهاب ضوئهما الَّذي عُظِّما في النِّفوس من أجله(5)، وسقط للأربعة لفظ «ولا لحياته» وقد مرَّ أنَّه من باب التَّتميم، وإلَّا فلم يدَّع أحدٌ أنَّ الكسوف لحياة أحدٍ (وَلَكِنَّهُمَا) أي: كسوفهما (آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا) بالتَّثنية، ولأبي ذَرٍّ: ”رأيتموها“ بالإفراد، أي: كسفة أحدهما (فَصَلُّوا).


[1] في (م): «الزهري».
[2] في (د): «بن خالدٍ الجهني الأحمسي»، وليس بصحيحٍ.
[3] في (ب) و(س) و(م): «عامر»، والمثبت من (ص) وهو الصحيح.
[4] في (د): «يعتقدون».
[5] في (د): «لأجله».