التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الزيارة يوم النحر

          ░129▒ (باب الزِّيَارَةِ يَوْمَ النَّحْرِ).
          قوله: (وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ ♥ أَخَّرَ النَّبِيُّ صلعم الزِّيَارَةَ إِلَى اللَّيْلِ) أبو الزبير هو محمَّد بن مسلم بن تدرُس المكي مولى حكيم بن حزام، وهذا التعليق عنه أسنده الأربعة من حديث سفيان الثوري عن أبي الزبير عنهما خلا ابن ماجه، فمِن حديث الثوري عن محمَّد بن طارق عن طاوس وأبي الزبير عنهما، وكذا ذكره أبو الشيخ الأصبهاني في جزء جمع فيه ما رواه أبو الزبير عن غير جابر، قال الترمذي: حديث حسن، قال ابن القطان: وإنَّما لم يصححه لعنعنة أبي الزبير، وليس هو من رواية الليث عنه، قال البيهقي: وقد سمع أبو الزبير من ابن عبَّاس، وفي سماعه من عائشة نظر، قاله البخاري، وهذا في «علل الترمذي»: أنَّه سأله عن هذا الحديث نفسه، فقال ذلك.
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي حَسَّانَ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ ☻ أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ يَزُورُ الْبَيْتَ أَيَّامَ مِنًى)
          (حسان) بالصرف وتركه، وأبو حسان هو العامري، ولم يذكر الذهبي في كتابه «الكاشف» اسمه فيما رأيته، وقال في «مختصر تهذيب الكمال»: اسمه: أفلت، ويقال: فليت بن خليفة، وقال ابن الملقِّن في شرح البخاري: اسمه: مسلم بن عبدالله الأعرج الأجرد بصري، وهذا التعليق عنه أخرجه البيهقي من حديث ابن عرعرة قال: دفع إلينا معاذ بن هشام كتابًا، وقال: سمعته من أبي ولم يقرأه، قال: فكان فيه: عن قتادة عن أبي حسان عن ابن عبَّاس: أن نبي الله صلعم كان يزور البيت كل ليلة ما دام بمنى، قال: وما رأيت أحدًا واطأه عليه.
          وروى الثوري في «جامعه» عن طاوس أن النَّبي صلعم كان يفيض كل ليلة، يعني: من ليالي منى، ورواه ابن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة عن ابن طاوس.