التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الإهلال من البطحاء وغيرها للمكي وللحاج إذا خرج

          ░82▒ (باب الإِهْلاَلِ مِنَ البَطْحَاءِ وَغَيْرِهَا، لِلْمَكِّيِّ وَالْحَاجِّ إِذَا خَرَجَ إِلَى مِنًى).
          قوله: (قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلعم فَأَحْلَلْنَا حَتَّى يَوْمِ التَّرْوِيَةِ وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ لَبَّيْنَا بِالْحَجِّ) هذا التعليق أخرجه مسلم عن محمَّد بن عبدالله بن نمير عن أبيه عن عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح بلفظ أهللنا مع النبي صلعم بالحج.
          قوله: وقال أبو الزبير عن جابر أهللنا من البطحاء هذا التعليق أخرجه مسلم أيضًا بلفظ: فأهللنا من الأبطح، قاله ابن التين. وأبو الزبير هو الحافظ المكثر محمَّد بن مسلم بن تَدْرُس المكي مولى حكيم بن حزام القرشي الأسدي.
          قوله: (حَتَّى يَوْمِ التَّرْوِيَةِ) هو بجر (يوم) بـ(حتى)، يعني: إلى يوم التروية، ويوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي به لأنَّهم / كانوا يتروون فيه الماء من مكَّة لما بعده، أو يروون فيه ـ أي: يسقون إبلهم، وقِيلَ: لأنَّ الإمام يروي فيه للناس أعمال حجهم، وقِيلَ: لأنَّ إبراهيم ╕ تروى فنفى ذبح ولده حتَّى أري في المنام أن يذبحه، أي: تفكر فيه وتروى، أو لأنَّ آدم رأى فيه حواء، أو لأنَّ جبريل أرى فيه إبراهيم المناسك. ويوم التروية هو أوَّل أيام الحج، والتاسع يوم عرفة، والعاشر يوم النحر، والحادي عشر يوم القر بفتح القاف وتشديد الراء لأنَّهم يقرون فيه بمنى، والثاني عشر يوم النفر الأول، والثالث عشر يوم النفر الثاني.
          قوله: (وَجَعَلْنَا مَكَّةَ بِظَهْرٍ) معناه: أهللنا عند إرادتنا الذهاب إلى منى. وفي الحديث دليل للشافعي ومن وافقه على أن المتمتع وكل من كان بمكَّة وأراد الإحرام بالحج فالسنَّة له أن يحرم يوم التروية.
          قوله: (حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ) أي: تثور ناقته.