التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب من لم يستلم إلا الركنين اليمانيين

          ░59▒ (باب مَنْ لَمْ يَسْتَلِمْ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ اليَمَانِيَيْنِ)
          اللغة الفصيحة المشهورة تخفيف الياء، وفيه لغة أخرى بالتشديد، فمن خفف قال: هذه نسبة إلى اليمن، والألف عوض عن إحدى يائي النسب، فتبقى الياء الأخرى مخففَّة، ولو شددت لجمع بين العوض والمعوض، والركنان اليمانيان: الركن الأسود والركن اليماني، وإنَّما قيل لهما: اليمانيين للتغليب كما قيل: الأبوان والعمران والقمران، والركنان الآخران يقال لهما: الشاميان، وفي الركن الأسود فضيلتان: كونه على قواعد إبراهيم، وكون الحجر الأسود فيه، وفي الركن اليماني فضيلة واحدة، وهو كونه على بناء إبراهيم، وليس في الآخرين ذلك، فلا يقبلان ولا يلتمسان، والقادر على تقبيل الحجر الأسود لا يقتصر على اليد، وإذا عجز جاز الاقتصار، ويستحب أن يستلمه، ثمَّ يقبله، ثمَّ يضع جبهته عليه، وبه قال الجمهور من الصحابة والتابعين، وانفرد مالك، فقال: السجود عليه بدعة.