التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب الطيب عند الإحرام وما يلبس إذا أراد أن يحرم ويترجل ويدهن

          ░18▒ (باب الطِّيبِ عِنْدَ الإِحْرَامِ، وَمَا يَلْبَسُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ، وَيَتَرَجَّلَ وَيَدَّهِنَ)
          بعض ألفاظ هذه الترجمة يأتي في باب ما يلبس المحرم من الثياب قريبًا من حديث ابن عبَّاس: انطلق النَّبي صلعم من المدينة بعدما ترجَّل وادَّهن / ولبس إزاره ورداءه الحديث، وهو ردٌّ على من زعم أنَّ حديثي الباب لا مطابقةَ فيهما إذ لا ترجيل فيهما، بل في قولها: في مفارق رسول الله ما يرشد إليه إذ الشعر لا يتفرَّق غالبًا إلَّا بالترجيل، وهذا الباب هو أوَّل الجزء السابع من أجزاء ثلاثين.
          قوله: (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ☻ يَشَمُّ الْمُحْرِمُ الرَّيْحَانَ وَيَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ وَيَتَدَاوَى بِمَا يَأْكُلُ الزَّيْتِ وَالسَّمْنِ) هذا الأثر أخرجه البيهقيُّ بإسنادٍ جيِّدٍ من حديث أيُّوب عن عكرمة عنه: أنَّه كان لا يرى بأسًا للمحرم أن يشمَّ الريحان، وكذا الدارقطني بلفظ: المحرم يشمُّ الريحان ويدخل الحمَّام وينزع ضرسه ويفقأ القرحة، وإن انكسر ظفره أماط عنه الأذى، وأخرجه ابن أبي شيبة من حديث هشام بن حسَّان عن عكرمة عنه: لا بأسَ أن ينظر في المرآة وهو محرمٌ، ومن حديث الضحَّاك عنه: إذا تشقَّقت يد المحرم أو رجلاه فليدهنهما بالزيت أو السمن، ومن حديث نافعٍ: أنَّ ابن عمر لم يرَ بأسًا أن ينظر المحرم في المرآة، والريحان ما طاب ريحه من النبات كلِّه، الواحدة: ريحانة.
          قوله: (وَقَالَ عَطَاءٌ: يَتَخَتَّمُ وَيَلْبَسُ الهِمْيَانَ) وهذا الأثرُ أخرجه ابن أبي شيبة من حديث هشام عنه: لا بأسَ بالخاتم للمحرم، ومن حديث العلاء عنه به، ومن حديث أبي إسحاق عنه.
          قوله: (وَطَافَ ابْنُ عُمَرَ ☻ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَقَدْ حَزَمَ عَلَى بَطْنِهِ بِثَوْبٍ) هذا الأثر أخرجه الشافعيُّ في مسنده قال: أخبرنا سعيد عن ابن جريج عن هشام بن حجين عن طاوس قال: رأيت ابن عمر يسعى بالبيت وقد حزم على بطنه بثوبٍ، وقال ابن أبي شيبة في «مصنفه»: حدَّثنا ابن فضيل عن ليث عن عطاء وطاوس قالا: رأينا ابن عمر وهو محرمٌ وقد شدَّ حقويه بعمامةٍ.
          قوله: (قوله (1): وَيَتَدَاوَى بِمَا يَأْكُلُ الزَّيْتِ وَالسَّمْنِ) المشهور فيهما النصب، وعن ابن مالك الجر، وصحَّح عليه، ووجهه البدل من (ما) الموصولة، فإنَّها مجرورة، والمعنى عليه، وليس المعنى على النصب، فإن الذي يأكل هو الآكل لا المأكول.
          قوله: (وَيَلْبَسُ الهِمْيَانَ) هو فارسيٌّ معرَّبٌ، قاله القزَّاز وغيره، وهو شيءٌ يشبه تكَّة السراويل تجعل فيه الدراهم، وتشدُّ على الوسط، قال الجوهريُّ: وهو بكسر الهاء، وهميان بن قحافة السعديِّ بكسر الهاء وبالضم أيضًا، وهو فعلان من همى بمعنى سال لأنَّه إذا أفرغ همى ما فيه.
          قوله: (ولم ترَ عائشةَ بالثياب بأسًا) الثياب بالضم والتشديد تثنية سراويل قصير.
          قوله: (لِلَّذِينَ يُرْحِّلُونَ هَوْدَجَهَا) (يُرحِّلُون) بحاء مهملة مكسورة مشدَّدة.


[1] كذا في الأصل:((قوله قوله)).