التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب استلام الركن بالمحجن

          ░58▒ (باب اسْتِلاَمِ الرُّكْنِ بِالْمِحْجَنِ)
          هو بكسر الميم وإسكان الحاء وفتح الجيم: عصى في طرفها عقافة، أي: تثن، والحجن: الاعوجاج يتناول بها الراكب ما يسقط منه، ويحرك بطرفها بعيره للمشي. وفي الحديث جواز الطواف راكبًا، واستحباب استلام الحجر، وأنَّه إذا عجز عن استلامه بيده استلمه بعود، قال ابن بطَّال: واستلامه صلعم بالمحجن يحتمل أن يكون لشكوى به، وقد أخرجه أبو داود، وفي مسلم من حديث عائشة معللًا كراهية أن يصرف عنه الناس، فيؤذيهم بالمزاحمة، ويحتمل أيضًا غير ذلك، والظاهر أنَّه كان للعجز لأنَّه كان راكبًا. قال ابن عبد البَرِّ: والوجه في طوافه راكبًا: أنَّه كان في طواف الإفاضة، وفعله صلعم لبيان الجواز وللاستفتاء، قال أصحابنا: والأفضل أن يطوف ماشيًا، ولا يركب إلا لعذر مرض أو نحوه، / أو كان ممن يحتاج إلى ظهوره ليستفتى ويقتدى به، فإن كان لعذر جاز بلا كراهة، لكنه خلاف الأولى.