التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب ركوب البدن

          ░103▒ (باب رُكُوبِ البُدْنِ) وهو جمع بدنة، والبدن بإسكان الدال وقُرئ بضمها، وأصل الكلمة من الضخامة، يقال: بدن بضم الدال، وبدن بالتشديد إذا أسن. واعلم أنَّ البدنة حيث أطلقت في كتب الحديث والفقه المراد بها: البعير، ذكرًا كان أو أنثى، وشرطها: أن تكون في سن الأضحية، وهي التي دخلت في السنَّة السادسة، ولا يطلق في هذه الكتب على غير هذا. وأمَّا أهل اللغة فقال كثير منهم أو أكثرهم: تطلق على البعير والبقرة، وقال الأزهري: تكون من الإبل والغنم والبقر، وقال الماوردي في تفسير قوله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ}[الحج:36]: قال الجمهور: هي الإبل، وقال جابر وعطاء: الإبل والبقر، وقِيلَ: الإبل والبقر والغنم، قال: وهو شاذ. وأمَّا إطلاقها على الذكر والأنثى ففصيح من حيث اللغة، صرَّح به صاحب «العين»، وبإسكان دال البدن جاء القرآن، وممن ذكر ضم الدال الجوهري، وسُمِّيَت البدنة بذلك لعظمها وسمنها لأنَّهم كانوا يسمنونها، ذكره النَّووي، وقال ابن الملقِّن: وقال الداوودي: قيل: إن البدنة تكون من البقر، وهذا نقل عن الخليل. انتهى. وكأنَّه لم يقف على ما قدمته عن النَّووي.
          قوله: (وقال مجاهد: سُمِّيَت البدن لبدنها) هو بضم الباء الموحَّدة وإسكان الدال المهملة، ويُروى برفع الباء والدال ويروى: (لبدانتها) وهي عن الهروي والكشميهني.
          قوله: (وَالقَانِعُ: السَّائِلُ) هذا قول ابن عبَّاس وسعيد بن جبير، وقِيلَ: القانع: السائل الذي لا يقنع بالقليل، وقال الزجاج: القانع: الذي / يقنع بما يعطاه، وقِيلَ: الذي يقنع باليسير، وحينئذ يصير القانع من معنى القناعة والرضى.
          قوله: (وَالمُعْتَرُّ: الَّذِي يَعْتَرُّ بِالْبُدْنِ) أي: يطيف بها متعرضًا.
          قوله: (وَالعَتِيقُ: عِتْقُهُ مِنَ الجَبَابِرَةِ) كما ذكره البخاري، وقد روي ذلك مرفوعًا بزيادة: «فلم يغلب عليه جبار قط»، وقال الحسن: سمي عتيقًا لقدمه، وحجته أنَّه أوَّل بيت وضع للناس.