التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن في الجنة لشجرةً يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها

          3251- قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ): هذا هو سعيدُ بنُ أبي عَروبة، تَقَدَّمَ مرارًا.
          قوله: (لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ [فِي ظِلِّهَا] مِئَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا): هذه الشجرة: الظاهر أنَّها طُوْبَى، هكذا جاء في «مسند أحمد» و«أبي يعلى الموصليِّ» [خ¦1374] من حديث أبي سعيد الخُدْرِيِّ عن النَّبيِّ صلعم: أنَّ رجلًا قال له: يا رسول الله؛ طُوبى لمن رآك وآمن بك؟ قال: «طُوبى لمن رآني وآمن بي»... إلى أن قال: قال رجلٌ: وما طُوبى؟ قال: «شجرة في الجنَّة مسيرة مئة عامٍ، ثياب أهل الجنَّة تخرج من أكمامها»، وفي «مسند عبد» [خ¦1457] في (مسند أبي هريرة): قال ╕: «إنَّ في الجنَّة لَشجرةً يسيرُ الراكبُ في ظلِّها مئة عام أو سبعين عامًا»، قال شعبة: ولا(1) أُراه إلَّا مئة عام، ثمَّ قال: «مئة عام لا يقطعها، شجرة الخلد»، انتهى.
          قوله: (فِي ظِلِّهَا): قال ابن قرقول: (أي: في ذراها وكنفها، أو راحتها ونعيمها)، ونحوه لابن الأثير.
          فإن قُلتَ: وما أحوجَهم إلى هذا التأويل؟ وهلَّا قالا بظاهره؟ والجواب: أنَّ الظلَّ المتعارَفَ عندهم إنَّما هو وقاية حرِّ الشمس وأذاها، وليس في الجنَّة شمسٌ، وإنَّما هي أنوارٌ متوالية لا حرَّ فيها ولا قرَّ، بل لَذَّات متوالية، ونِعَمٌ متتابعة، والله أعلم.


[1] زيد في (ب): (أعلم).