التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ذكر الملائكة

          قوله: (بَابُ ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ): فائدةٌ: في «ربيع الأبرار» للزمخشريِّ محمودِ بن عمر الإمامِ النَّحْويِّ عن سعيد بن المُسَيِّب: (أنَّ الملائكة ليسوا بذكور ولا إناث، ولا يتوالدون، ولا يأكلون، ولا يشربون)، انتهى، وهذا الأخير يعارضه ما نقله شيخُنا قريبًا في قوله: (ونهاني عن الشجرة)، نقل فيها شيخُنا أقوالًا؛ أحدها: أنَّها شجرة الخلد التي كانت تأكل الملائكةُ منها، والله أعلم، مع أنَّه ينبغي أن يُبْحَث عن ثبوته، فلا أعلم مستنده، وسيجيء في تبويب البُخاريِّ في (تسليم الرجال على النساء)، وأخرج تسليمَ جبريل على عائشة، وقد ذكرت الكلام عليه هناك [خ¦79/16-9306]، وما قاله الزمخشريُّ عن ابن المُسَيِّب هو المعروف المشهور عند الناس.
          تنبيهٌ شاردٌ: نقل شيخنا في حديث سلامِ آدمَ على الملائكة وردِّ الملائكة عليه في «الاستئذان» ما لفظُهُ: (قال المهلَّبُ: الحديث يدلُّ على أنَّ الملائكة في الملأ الأعلى يتكلَّمون بلسان العرب، ويحيُّون بتحيَّة الله، وأنَّ التحيَّة للسلام هي التي أراد الله أن يُحيَّى بها(1))، انتهى، وفي هذا الاستدلال بعضُ وقفةٍ؛ لجواز أن يكون هذا معنى قول الملائكة، لكنَّ الظاهر ما قاله المهلَّب، مع أنِّي رأيتُ في «الميزان» للذهبيِّ حديثًا منكرًا أو موضوعًا _الشكُّ منِّي_: أنَّ كلام الملائكة بالعربيِّ.
          قوله: (قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ): تَقَدَّمَ الكلام على هذا الرجل الصالح الصَّحَابيِّ، وأنَّ والدَه بتخفيف اللام، وأنَّ عبدَ الله كان اسمه الحُصين، فسمَّاه رسولُ الله صلعم عبدَ الله.
          قوله: (إِنَّ جِبْرِيلَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ): سيأتي في (تفسير البقرة) سبب ذلك عندهم [خ¦4480].


[1] زيد في (ب): (والله أعلم).