التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب ما جاء في سبع أرضين

          قوله: (أَرَضِينَ): تَقَدَّمَ مَرَّاتٍ أنَّه بفتح الراء، وأنَّه يجوز في لغة سكونها [خ¦2453] [خ¦47/8-3912]. /
          قوله: ({وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}[الطلاق:12]): تنبيهٌ: قال شيخنا: (روى البيهقيُّ عن أبي الضُّحى مسلمِ بنِ صُبَيح عن ابن عَبَّاس أنَّه قال: {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}، قال: سبع أرَضين، في كلِّ أرضٍ نبيٌّ كنبيِّكم، وآدمُ كآدم، ونوحٌ كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى، ثمَّ(1) قال: إسناد هذا الحديث عن ابن عَبَّاس صحيحٌ، وهو شاذٌّ بمَرَّةٍ، ولا أعلم لأبي الضُّحى عليه متابِعًا) انتهى.
          وقد ذكر هذا الحديثَ الحاكمُ في «المستدرك» في (سورة الطلاق) عن شَرِيك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحى، عن ابن عَبَّاس: أنَّه قال: (إنَّ الله خلق سبعَ سماوات ومِنَ الأرض مثلهنَّ، قال: سبعُ أرَضين، في كلِّ أرض نبيٌّ كنبيِّكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى)، صحيحٌ، وقد سكت عليه الذَّهَبيُّ في «تلخيصه»، والذي ظهر لي أنَّ هذا منكرٌ مِنَ القول، ولم أرَ فيه كلامًا لأحدٍ إلَّا ما ذكرتُه لك، والله أعلم.
          قوله: ({وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}[الطور:5]: السَّمَاءُ): {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}: مجروران في التلاوة، وأنت بالخِيار فيه وفي أمثاله بين أن تقرأه بالحكاية _وهو أحسن_ وتقرأ التفسير مثله، وهكذا فعل البُخاريُّ في بعض المواضع، فقال في (سورة البقرة): ({بَسْطَةً}[الآية:247]: زيادةً وفضلًا) [خ¦65/44-6522]، وفي (الغاشية): ({لَاغِيَةً}[ الآية:11]: شتمًا) [خ¦65-7301]، وبين أن تقرأ التلاوة كما هي في القرآن على الحكاية وتقرأ التفسير بالرفع على أنَّه خبر، وكذا فعل البُخاريُّ في (البقرة) فقال: ({رَغَداً}[الآية:35]: واسعٌ كثيرٌ) [خ¦65/5-6431]، وقال: ({الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:1]: اسمان) [خ¦65/1-6419]، فإن قرأت التلاوة بالرفع على أنَّه مبتدأ؛ لم يجز لك في التفسير غير الرفع على أنَّه خبر، وهذا ينفعك في التفسير، وهنا قال لي شيخنا الحافظ زين الدين العِرَاقيُّ: إنَّ ابن هشام _يعني: العلَّامة جمال الدين القاهريَّ النَّحْويَّ_ كان يقول: يجوز لك في التلاوة الحكاية والرفع على أنَّه مبتدأ، انتهى، والباقي أنا(2) ذكرته، وليس فيه وقفة، والله أعلم.
          قوله: ({سَمْكَهَا}[النازعات:28]: بِنَاءَهَا): وهو بالمدِّ، فإن شئت أن تنصبه، وإن شئت أن ترفعه، كما تَقَدَّمَ.


[1] (ثم): ليس في (ب).
[2] في (ب): (إنما).