التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب صفة إبليس وجنوده

          قوله: (بَابُ صِفَةِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ): عن ابن عَبَّاس: أنَّ (إبليس) كان اسمه الحارث، وعنه أيضًا: أنَّ اسمه كان عزازيل، قال شيخنا: (وقال ابن خالويه في كتاب «ليس»: إبليس يكنَّى أبا الكُردوس(1)، ويقال: أبو مُرَّةَ)، انتهى، وأبو مُرَّةَ في «الصحاح» للجوهريِّ، قال شيخنا: (ومن أسمائه العَلب، والسفيه(2)، والحارث، وإبليس، وقيل: كان يسمَّى الحكم)، انتهى.
          وفي كلام السُّهَيليِّ في «روضه»: (لمَّا صرخ إبليس في بيعة العقبة...)؛ فذكر عن الحسن: أنَّه ╕ قال: «هذا أبو لُبينى قد أنذَر بكم، فتفرَّقوا»، انتهى.
          فتحرَّر في كنيته أبو مُرَّةَ، وأبو الكردوس، وأبو لُبينى، وفي اسمه الحارث، وعزازيل، والعلب، والسفيه، وإبليس، والحكم.
          تنبيه: إنَّما ذكر البُخاريُّ في هذا الباب حديثَ عائشة: (سُحِر النَّبيُّ صلعم)؛ للعلم بأنَّ السِّحْر من تعليم الشياطين. /
          قوله: ({وَيُقْذَفُونَ}[الصافات:8]: يُرْمَوْنَ): هما مبنيَّان لما لم يسمَّ فاعلهما، وهذا ظاهِرٌ جدًّا.
          قوله: ({دُحُورًا}[الصافات:9]: مَطْرُودِينَ): اعلم أنَّ (الدُّحور)؛ بالضَّمِّ(3): الإبعاد، وهو مصدر، وقد فسَّره هنا بما رأيت، وكان من حقِّه أن يقول: طرْدًا، وفي «تفسير عَبْد بن حُمَيدٍ» _على ما قاله شيخنا_: {دُحُورًا}: قذفًا في النَّار، وكأنَّه فسَّره البُخاريُّ باللازم.


[1] في (ب): (الفردوس).
[2] (والسفيه): سقط من (ب)، وفي مصدره: (السعة)، وقد أورد أبو عمرو الزاهد في «العشرات في غريب اللغة» (ص41▒ من أسماء إبليس: السفيف، قال: (قال ابن خالويه: المعروف السفيه إبليس، قال الله تعالى ذكره: {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللهِ شَطَطًا} [الجن: 4])، وقال في «اللسان» مادة (سفف): (السفيف: اسم من أسماء إبليس، وفي نسخة: السَّفْسَف: من أسماء إبليس).
[3] (بالضم): سقط من(ب).