التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: خمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم

          قوله: (خَمْسٌ مِنَ الدَّوابِّ فَواسِقُ): (فواسقُ): مَرْفُوعٌ غير مُنَوَّن؛ لأنَّه لا ينصرف، وفي الحديث: «خمسٌ فواسقُ»: (خمسٌ): مُنَوَّن، و(فواسقُ): مَرْفُوعٌ غير مُنَوَّن؛ لأنَّه لا ينصرف، انتهى، وكذا ضبطه النَّوويُّ مقتصرًا عليه، وقال بعضهم: (المشهور تنوينها _يعني: «خمس»_ وتجوز الإضافة)، انتهى.
          وأصل الفسق: الخروج عن الشيء، وسمَّى(1) هؤلاء فواسقَ؛ لخروجهم عن السلامة منهم إلى الإضرار والأذى، وقيل: سُمِّيَ الغراب فاسقًا؛ لتخلُّفه عن نوحٍ وخروجه عن طاعته، والفأرة؛ لخروجها من جُحرِها على الناس، وقيل: بل ذلك لخروجهم عن الحرمة، والأمر بقتلها، وأنَّه لا فدية فيها، وقيل: لتحريم أكلها؛ كما قال: {ذَلِكُمْ فِسْقٌ}[المائدة:3] عند ذكر المحرَّمات، واستدلَّ بقول عائشة ♦: (من يأكل الغراب وقد سمَّاه رسول الله صلعم: فاسقًا؟!)، وقيل: سُمُّوا فواسق؛ لخروجهم عن الانتفاع، والله أعلم.


[1] في (ب): (ويسمى).