التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب صفة الشمس والقمر

          قوله: (كَحُسْبَانِ الرَّحَى): (حُسبان الرَّحى): لعلَّه أراد به قُطبها الذي تدور عليه، وهو قريب من سهم قصير، فـ(الحُسبان) في اللغة: سهام قِصار، واحدها: حُسبانة، وقد قال الماورديُّ في «تفسيره»: إنَّه القُطب، فقال: (وقيل: إنَّهما يدوران في مثل قُطب الرَّحى)، انتهى، وهذا قول مجاهد، كذا أخرجه عبدٌ، وقد أخرج الأوَّلَ _أعني: ما عزاه البُخاريُّ إليه_ عبدٌ أيضًا، وقال ابن عطيَّة في «تفسيره»: (قال مجاهد: الحُسبان: الفَلَك المستدير، شبَّهه بحُسبان الرَّحى الذي باستدارته تستدير المِطْحَنة)، وذكر شيخنا في (سورة الرَّحْمَن): (أنَّه أسنده عَبْد بن حُمَيدٍ عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: ولفظ ابن أبي نجيح عنه: يدوران في مثل قُطْب الرحى).
          قوله(1): (وَقَالَ غَيْرُهُ: بِحِسَابٍ وَمَنَازِلَ...): (غيره): هو الفرَّاء يحيى بن زياد، ذكره في «معاني القرآن»، قال بعض الحُفَّاظ المُتَأخِّرين: (ومثله عن ابن عَبَّاس أخرجه الطَّبريُّ بإسناد صحيح إلَّا قوله: «لا يعدوانها»).
          قوله: (لَا يَعْدُوَانِهَا): هو بفتح أوَّله، وإسكان العين ثمَّ دال مهملتَين، وبعد الألف نون مكسورة هي نون التثنية.
          قوله: (وَيَجْرِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا): (يَجرِي)؛ بفتح أوَّله، وكسر الراء: مَبْنيٌّ للفاعل، و(كلُّ): مَرْفُوعٌ فاعل (يجري)، وفي نسخة: (ويُجرَى كلُّ): (يُجرَى)؛ بضَمِّ أوَّله، وفتح الراء: مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، و(كلُّ): مَرْفُوعٌ نائبٌ مَنَابَ الفاعل، وفي نسخة: (ويُجرِي): رُباعيٌّ مضموم الأوَّل، من (أجرى)، و(كلَّ): مَنْصُوبٌ مفعول. /
          قوله: (عَلَى حَافَتَيْهِ): هو بفتح الفاء المُخَفَّفة، وإيَّاك أن تشدِّدها، فإنِّي سمعت غير واحد يشدِّدها؛ فاحذره.
          قوله: (وَقَالَ الْحَسَنُ): هو ابنُ أبي الحسن البصريُّ، العالمُ المشهورُ.


[1] (قوله): ليس في (ب).