التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى: {وبث فيها من كل دابة}

          قوله: (الْحَيَّاتُ أَجْنَاسٌ: الْجَانُّ وَالأَفَاعِي وَالأَسَاوِدُ): فائدةٌ: في «كفاية المتحفِّظ»: (من أسماء الحيَّة: الأَيْمُ، والأرقم، والصِّلُّ، والأصلة(1)، والحُبَاب، والثعبان: ما عَظُم من الحيَّات، والحُفَاث: حيَّة تنفخ ولا تؤذي، والأُفعوان: الذَّكَر من الأفاعي)، قال الزمخشريُّ: (أبو حيَّان وأبو يحيى كنية الأُفعوان؛ لأنَّه يعيش ألفَ سنة)، قال المبرِّد في «الكامل»: (الحيَّة تقع على الذَّكَر والأنثى، فإن أردت التمييز؛ قلت: هذا حيَّة؛ للذَّكَر، وهذه حيَّة؛ للأنثى)، والحَنَش: الحيَّة العظيمة، والعِرْبدُّ: حيَّة عظيمة تنفخ ولا تؤذي، قال شيخنا عن ابن خالويه _يعني: في كتاب «ليس»_: إنَّه عدَّدها _يعني: الأجناس_ نحو سبعين اسمًا، انتهى.
          قوله: (وَالأَسَاوِدُ): هو بفتح الهمزة، وبالسين، وبعد الألف واوٌ مكسورةٌ، ثمَّ دالٌ، مهملتين، جمع (أَسْوَد)؛ وهو العظيم من الحيَّات، وفيه سواد، والجمع: أَساوِد _كما تَقَدَّمَ_ لأنَّه اسمٌ، ولو كان صفةً؛ لجُمِع على (فُعْل)(2)، ويقال: أسودُ سالِخٌ؛ غيرَ مضافٍ؛ لأنَّه يسلخ جلده كلَّ عام، والأنثى: أَسْوَدَة، ولا توصف بسالخة.
          قوله: (فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ): (مِلكه): بكسر الميم في أصلنا ليس غير، ثمَّ كُتِبَت بعد ذلك نسخةٌ في الهامش: (مُلكِه)؛ بضَمِّ الميم بالقلم، وقد رأيتها كذلك في نسخةٍ أخرى، وكلٌّ منهما له معنًى، ولكنَّ معنى الكسر أظهر؛ لقوله: {آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا}[هود:56].
          قوله: ({صَافَّاتٍ}[النور:41]: بُسْطٌ أَجْنِحَتَـُهُنَّ): (بُسْط): بضَمِّ المُوَحَّدة، وإسكان السين وبالطاء المُهْمَلَتين، و(أجنحتَـُهنَّ): بالنصب وبالرفع، وفي نسخة صحيحةٍ: (بُسْطٌ): مضموم الباء، ساكن السين، مُنَوَّن، و(بَسْطُ): مفتوح الباء، ساكن السين، مضموم الطاء، غير مُنَوَّن، و(أجنحتَهنَّ): مَنْصُوبٌ بالقلم مع ذلك، وفي كونه مفتوحَ الباء ساكنَ [السين غيرَ منوَّن] الطاء [و](الأجنحةَ) منصوبة؛ نظرٌ، وينبغي أن تكون (الأجنحة) مجرورةً بالإضافة، والله أعلم.


[1] في (ب): (والأصيلة).
[2] في (أ): (فَعْل)، والمثبت من «الصحاح».