التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس

          2097- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ): تقدَّم أنَّ (بَشَّارًا) بفتح الموحَّدة، وتشديد الشِّين المعجمة، وأنَّه بُندار، وتقدَّم (عَبْدُ الْوَهَّابِ): أنَّه ابنُ عبد المجيد الثقفيُّ، وتقدَّم (عُبَيْدُ اللهِ): أنَّه ابن عُمر بن حفص ابن عاصم بن عمر بن الخطَّاب.
          قوله: (فِي غَزَاةٍ، فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيَا): هذه الغزاة التي وقع فيها بيع جمل جابر سيجيء مُعلَّقًا أنَّه كان في طريق تبوك [خ¦2718]، ويأتي الاختلاف في مقدار الثمن مُطَوَّلًا من عند البخاريِّ في (بَاب إذا اشترط البائع ظهر الدَّابَّة إلى مكان مُسمًّى؛ جاز)، وذكر الاشتراط أيضًا، وترجيحه لمقدار الثمن والاشتراط [خ¦2718]، وقد ذكر ابن سيِّد النَّاس في «سيرته» في (غزوة ذات الرقاع): أنَّ بيع الجمل كان بها، ولفظه: (وفي انصرافه من هذه الغزوة أبطأ جملُ جابر بن عبد الله، فنخسه النَّبيُّ صلعم، فانطلق متقدِّمًا بين يدي الرِّكَاب، ثمَّ قال: «بِعْنيه»، فابتاعه منه)، وفي «مسلم»: (أقبلتُ من مكَّة إلى المدينة)، وذكر قصَّة الجمل، وسيأتي قبل (فرض الخمس): (فلمَّا قدم صِرَارًا)؛ فذكر قصَّة الجمل [خ¦3089]، وصِرَار على ثلاثة أميال من المدينة من ناحية العراق، والله أعلم.
          قوله: (يَحْجُنُهُ): هو بضمِّ الجيم، والمِحْجَن: بكسر الميم، وإسكان الحاء المهملة، ثمَّ جيم مفتوحة، ثمَّ نون، تقدَّم أنَّها عصًا مُعقَّفة الرأس؛ كالصَّولجان، والميم زائدة [خ¦25/58-2531].
          قوله: (أَكُفُّهُ): أي: أضمُّه.
          قوله: (بَلْ ثَيِّبًا): امرأة جابر الثَّيِّب(1) التي تزوَّج بها معدودة في الصَّحابيَّات، ولا أعرف اسمها، وقال بعض حُفَّاظ المصريِّين: (اسم زوجته سُهَيمة بنت مسعود الأوسيَّة)، انتهى، وسهيمة بنت مسعود بن أوس الظفريَّة بايعت، وولدت لجابر بن عبد الله عبد الرَّحمن فيما ورد، والله أعلم.
          قوله: (إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ): هنَّ تسع، وفي رواية: (سبع)، وفي رواية بالشَّكِّ بين تسع وسبع [خ¦5367]، وفي رواية: (وترك خمس أخوات)، وكلُّ هذا لا ينافي التِّسع، والله أعلم. /
          قوله: (وَتَمْشُطُهُنَّ): هو بفتح أوَّله، وإسكان ثانيه، وضمِّ ثالثه، وهذا معروف.
          قوله: (أَمَا إِنَّكَ): هو بتخفيف الميم، وكسر همزة (إنَّ) على الابتداء، و(أَمَا) كـ(أَلا) التي للاستفتاح.
          قوله: (فَالْكَيْسَ الكَيْسَ): هو بفتح الكاف، وإسكان المثنَّاة تحت، وبالسِّين المهملة؛ يريد: الولد وطلب النَّسل، يقال: كاس الرَّجل في عمله: حذق، وكاس: وَلَدَ كيسًا، وقال الكسائيُّ: أكاس: وُلد له كَيْس.
          قوله: (بِأُوقِيَّةٍ): تقدَّم الكلام على الأوقية، وعلى ما فيها، وأنَّها أربعون درهمًا، وأنَّ النَّشَّ عشرون [خ¦24/4-2210]، وسيجيء الاختلاف في ثمن الجمل حيث ذكره البخاريُّ [خ¦2718]، وقد ذكرت مكانه قريبًا.
          قوله: (خُذْ جَمَلَكَ وَلَكَ ثَمَنُهُ): سأذكر إن شاء الله تعالى ما الحكمة في اشترائه ╕ الجملَ وإعطائه جابرًا بعد ذلك مع الثَّمن؛ حكمة لطيفة مِن عند(2) السُّهيليِّ.


[1] في (ب): (البنت)، وهو تصحيفٌ.
[2] (عند): ليس في (ب).