التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن الله كره لكم ثلاثًا قيل وقال

          1477- قوله: (عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ): هو بفتح الهمزة، ثمَّ شين معجمة ساكنة، ثمَّ واو مفتوحة، ثمَّ عين مهملة، قال الدِّمياطيُّ: (سعيد بن عمرو بن أشوع الهمْدانيُّ، الكوفيُّ قاضيها)، انتهى، سعيد هذا: يروي عنِ الشَّعبيِّ، وأبي سلمة بنِ عبد الرَّحمن، وأبي بردة بنِ أبي موسى، وجماعةٍ، وعنه: أبو إسحاقَ، وسلمةُ بنُ كُهَيل، وليثُ بن أبي سُلَيم، وجماعةٌ مِن أقرانه، وخالدٌ الحذَّاءُ، وزكريَّاءُ بنُ أبي زائدة، وطائفةٌ، قال النَّسائيُّ وغيرُه: (ليس به بأسٌ)، وذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، تُوُفِّيَ في ولاية خالد بن عبد الله، أخرج له البخاريُّ، ومسلم، والتِّرمذيُّ.
          قوله: (عَنِ الشَّعْبِيِّ): هو عامر بن شَراحيل، تقدَّم مرارًا، مشهورٌ(1).
          قوله: (حَدَّثَنِي كَاتِبُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ): هذا وَرَّاد، بفتح الواو، وتشديد الرَّاء، وفي آخره دال مهملة، مولى المغيرة بن شعبة، عنِ المغيرةِ، وعنه: الشَّعبيُّ، والقاسمُ بن مُخَيمِرة، ورجاءُ بن حَيْوة، وآخرون، ذكره ابن حِبَّان في «الثِّقات»، أخرج له الجماعة.
          قوله: (كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنَ رسولِ اللهِ صلعم): تقدَّم الكلام على الرِّواية بالمكاتبة المقترنة بالإجازة، والكتابة الخالية عن الإجازة؛ كهذه [خ¦637]، والله أعلم.
          قوله: (قِيلَ وَقَالَ): قال ابن قرقول: (يحتمل أن يحكي الفعلة، وأن يقول: قال فلان: كذا، وقيل: كذا، فيكونان على هذا منصوبين، وقد يكونان اسمين _كما تقدَّم_، فتكسرهما وتنوِّنهما، ومعنى ذلك: الحديث فيما يخوض النَّاس فيه؛ مِنْ قال فلان: إنَّ فلانًا صنع كذا)، انتهى.
          قوله: (وَإِضَاعَةَ الْمَالِ): هو إخراجه في الوجوه التي لم يأذن الشارع فيها، وفي «المطالع»: (إنفاقه فيما حرَّم الله وفي الباطل والسَّرَف، وقيل: تَرْكُ القيامِ عليه وإهمالِه، وقيل: المراد بالمال هنا: الحيوان كلَّه؛ لا يُضيَّعون فيَهْلَكون، وقيل: هو دفع مال السَّفيه إليه)، انتهى.
          قوله: (وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ): قيل: مسألة(2) الناس أموالَهم، وقيل: كثرة البحث عن أخبار الناس وما لا يعني، وقيل: كثرة سؤال النَّبيِّ صلعم عمَّا لم ينزل ولم يأذن فيه، كما أنزل [الله] في كتابه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}[المائدة:101]، ونهى النَّبيُّ صلعم عن المسائل(3) وعابها، وقيل: بل هو نهي عن التَّنطُّع في السؤال عمَّا لم ينزل، ويحتمل كثرة(4) السؤال للنَّاس عن أحوالهم حتَّى يُدخِلَ عليهم الحرجَ في كشف ما ستروه من أمورهم، قاله ابن قرقول برمَّته.


[1] في (ج): (مشهورًا).
[2] في (ج): (سؤاله).
[3] في (ب): (المسألة).
[4] في (ج): (كره).