التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب لا يقبل الله صدقةً من غلول ولا يقبل إلا من كسب طيب

          قوله: (بَابٌ لَا تُقْبَلُ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ): ذكر فيه قوله تعالى: ({قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ}[البقرة:263])؛ الآية.
          إن قيل: ما الجمع بين الترجمة والآية؟
          والجواب: أنَّ الآية لمَّا أنبأت عن أنَّ الصَّدقة لمَّا قارنتها سيِّئة(1) الأذى؛ بطلت، فكيف إذا كانت من غلول؟! فتبطل(2) بطَريقِ الأولى.
          وجوابٌ آخرُ: وهو أنَّه جعل المعصية اللَّاحقة للطَّاعة بعد تقريرها _وهي الأذى_ تُبْطِل الطَّاعةَ، فكيف إذا كانت الصَّدقة بعين المعصية؟! وهذا قاله ابن المُنَيِّر بأطولَ من هذا، فلخَّصتُه. /
          قوله: (مِنْ غُلُولٍ): هو بضمِّ الغين: الخيانة، وكلُّ خيانةٍ غُلولٌ، لكنَّه صار في عُرْف الشرع لخيانة(3) المغانم خاصَّة، يقال: غلَّ وأغلَّ.


[1] في (ب): (شبه)، وفي (ج): (سنة)، وهي محتملة في (أ)، والمثبت من مصدره.
[2] في (ب): (فيبطل).
[3] في (ب) و(ج): (بخيانة).