التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب قول الله تعالى: {وفى الرقاب} {وفى سبيل الله}

          قوله: (وَقَالَ الْحَسَنُ): هو ابن أبي الحسن البصريُّ، العالمُ المشهورُ.
          قوله: (فِي أَيِّهَا أُعْطِيْتَ): هو مبنيٌّ لما لم يُسمَّ فاعله، و(أَجْزَأْتْ): بهمزة قبل التَّاء، وفي نسخة (أجْزَت)، بإسكان الجيم، ثمَّ زاي مفتوحة، ثمَّ تاء.
          قوله: (وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي لَاسٍ): هو بغير همز _وبخطِّ الشيخ أبي جعفر شيخِنا الغرناطيِّ المذكور أعلاه(1) على حاشية نسخته من «البخاريِّ»: (بهمز وتُسهَّل)، انتهى_ وبالسين المهملة، الخزاعيُّ، ويقال: ابن لاس، قيل: هو عبد الله بن عَنَمَة، و(عَنَمَة)، بالعين المهملة، ثمَّ نون، ثمَّ ميم، مفتوحات، ثمَّ تاء التأنيث، والعَنَمَة مفرد، وجمعه: عَنَم؛ بفتح العين والنون: شجرٌ ليِّنُ الأغصان يُشبَّه [به] بنانُ الجواري، وقال أبو عبيدة: هو أطراف الخَرُّوب الشاميِّ(2)، روى عنِ النَّبيِّ صلعم، وعن عمَّار، وعنه: عمر بن الحكم بن ثوبان، قال ابنُ الجوزيِّ في «تلقيحه»: (انفرد بالرِّواية عنه عمر بن الحكم) انتهى، قال يعقوب بن شيبة: (له حديثان)، انتهى، علَّق له البخاريُّ، وليس له شيءٌ في شيءٍ من الكتب السِّتَّة سوى هذا في هذا الكتاب، وله في «مسند أحمد» وفي «مسند بقيٍّ».
          وقد رأيت هذا الحديث المعلَّق هنا بصيغة تمريض في «مسند أحمد»، قال أحمدُ: حدَّثنا محمَّد بن عبيد: حدَّثنا محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن إبراهيم، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي لاسٍ الخزاعيِّ قال: حملَنا رسولُ الله صلعم على إبلٍ مِن إبلِ الصَّدقة إلى الحجِّ، فقلنا: يا رسول الله، ما نُرى أن تَحمِلَنا هذه، فقال: «ما من بعير إلَّا في(3) ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله ╡ إذا ركبتموها(4) كما أمركم الله، [ثمَّ امتهنوها لأنفسكم، فإنَّما يحمل الله](5) ╡»، ثمَّ ذكره أحمدُ بإسنادٍ آخَرَ نحوَه، فيهما: ابن إسحاق، وقد عنعن في الأوَّل، وصرَّح بالتحديث في الثَّاني، ولأجله مرَّضه البخاريُّ، والله أعلم، ثمَّ إنِّي رأيتُه في «المستدرك» من طريق ابن إسحاق به، وهو على شرط مسلم، وأقرَّه الذهبيُّ في «تلخيصه»، وقد عزاه شيخُنا إلى الطَّبرانيِّ، وفي السَّند: ابنُ إسحاق، ثمَّ قال: (وعزاه ابنُ المنذر إلى رواية ابن إسحاق، كما سُقناه، وتوقَّف في ثبوته، كما سيأتي)، انتهى.
          قال الذَّهبيُّ في «تجريده»: (أبو لاس الخزاعيُّ، ويُقال: الحارثيُّ، عبد الله، وقيل: زياد، مدنيٌّ له صحبة) انتهى، وحديثُه هذا قد عزوتُه أعلاه، فانظره، وقال شيخُنا الشَّارح: (أبو لاس هذا: خزاعيٌّ، ويقال: حارثيٌّ، عبد الله بن عَنَمَة، وقيل: محمَّد بن الأسود، قاله أبو القاسم، وقيل: زياد، مدنيٌّ، له صحبة، وحُدِّثت له حديثان، وليس لهم أبو لاس غيره، فهو فرد، وهو بالمهملة)، انتهى، وقد سمَّاه الطَّبرانيُّ في «معجمه الكبير»: محمَّدَ بن الأسود، وفي «الاستيعاب»: (أبو لاس هذا خزاعيٌّ، ويقال: حارثيٌّ، قيل: اسمه عبد الله بن عَنَمَة، وقيل: بل اسمه زياد، يُعَدُّ في أهل المدينة)، انتهى، فاجتمع في اسمه أقوال: عبد الله، أو زياد، أو محمَّد بن الأسود. /


[1] في (ب): (قريبًا).
[2] ما بين معقوفين سقط من (ج)، وانظر «الصحاح» مادَّة (عنم).
[3] في (ب): (وفي).
[4] في (ج): (ركبتوها).
[5] ما بين معقوفين سقط من (ب).