عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من تعوذ بالله من درك الشقاء وسوء القضاء
  
              

          ░13▒ (ص) بابُ مَنْ تَعَوَّذَ بِاللهِ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ أمر المتعوِّذ مِن هذين الشيئين؛ أحدهما: دَرَك الشَّقاء؛ بفتح الراء: اللحاق والتُّبْعة، و(الشَّقاء) بالفتح والمدِّ: الشِّدَّة والعسر، وهو يتناول الدينيَّة والدنياويَّة، والآخر: سوء القضاء؛ أي: المَقْضيِّ؛ إذ حكمُ الله كلُّه حسنٌ.
          (ص) وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}[الفلق:1-2].
          (ش) أشار بذكر هذه الآية الكريمة إلى الرَّدِّ على مَن زعم أنَّ العبد يخلق فِعل نفسه؛ لأنَّه لو كان السوء المأمور بالاستعاذة منه مخترعًا لفاعله؛ لَما كان للاستعاذة بالله منه معنًى؛ لأنَّه لا يصحُّ التعوذ إلَّا بمن قَدر على إزالة ما استُعِيذَ به منه.