عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: {وكان أمر الله قدرًا مقدورًا}
  
              

          ░4▒ (ص) بابٌ: {وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}[الأحزاب:38].
          (ش) أي: هذا بابٌ في قوله تعالى: ({وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}[الأحزاب:38]).
          و(القَدَْر) بالفتح والسكون: ما يُقَدِّرُهُ الله مِنَ القضاء، وبالفتح: اسمٌ لما صدر مقدورًا على فعل القادر؛ كـ(الهَدْم) لِما صدر عَن فِعْلِ الهادم، يقال: قدَّرتُ الشيء؛ بالتشديد والتخفيف بمعنًى، فهو قَدرٌ؛ أي: مقدور، والتقدير: تبيين الشيء.
          قوله: ({قَدَرًا مَقْدُورًا}) أي: حكمًا مقطوعًا بوقوعه، وقال المُهَلَّب: غرضُه في الباب أن يبيِّن أنَّ جميع مخلوقات الله ╡ بأمره بكلمة (كُن) مِن حيوان أو غيره، وحركات العباد واختلاف إراداتهم وأعمالهم بمعاصٍ أو طاعات؛ كلٌّ مقدَّر بالأزمان والأوقات، لا مزيد في شيءٍ منها ولا نقصان عنها، ولا تأخير لشيء منها عَن وقته ولا تَقَدُّم قبل وقته.