عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب في أضحية النبي بكبشين أقرنين ويذكر سمينين
  
              

          ░7▒ (ص) بابٌ: فِي أُضْحِيَّةِ النَّبِيِّ صلعم بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَيُذْكَرُ سَمِينَيْنِ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ أضحية النَّبِيِّ صلعم بكبشين _تثنية (كَبْش) _ وهو فحلُ الضأن في أيٍّ سِنٍّ كان.
          قوله: (أَقْرَنَيْنِ) أي: صاحب القرن؛ يعني: لكلٍّ منهما قرنان.
          قوله: (وَيُذْكَرُ سَمِينَيْنِ) يعني: كَبْشَين سمينَين، وروى التِّرْمِذيُّ مِن حديث أبي أُمامة قال: قال رسول الله صلعم : «خيرُ الأضحى الكبش» وروى أبو داود مِن حديث عُبَادَة بن الصامت، وفيه: (الأقرن). /
          وفيه: استحباب التضحية بالأقرن، وأنَّه أفضل مِنَ الأجَمِّ، مع الاتِّفاق على جواز تضحية الأجمِّ؛ وهو الذي لا قرن له، واختلفوا في مكسور القرن، وروى البَزَّار مِن حديث أبي رافعٍ مولى رسول الله صلعم قال: كان رسول الله صلعم إذا ضحَّى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين... الحديث.
          (ص) وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أبَا أُُمَامَةَ بنَ سَهْلٍ قَالَ: كُنَّا نُسَمِّنُ الأضْحِيَّةَ بِالمَدِينَةِ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ.
          (ش) (يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ) الأنصاريُّ، و(أَبُو أُمَامَة) بِضَمِّ الهمزة، واسمه أسعد الصحابيُّ، وادَّعى ابن التين أنَّهُ مِن كبار التَّابِعينَ، ووُلِد في حياة النَّبِيِّ صلعم ، وليس له حديث.
          قلتُ: سمَّاه رسول الله صلعم ، وبرَّك عليه، وهو أحد الستَّة مِنَ الصحابة ممَّن يُكنَّى بأبي أمامة.
          وتعليقه وصله أَبُو نُعَيْم في «المستخرج» مِن طريق أحْمَد ابن حَنْبَل عن عبَّاد بن العوَّام: أخبرني يحيى بن سعيد به، وقال ابن التين: كان بعضُ المالكيَّة يكره تسمينَ الأضحية؛ لئلَّا يتشبَّه باليهود، وقول أبي أمامة أحقُّ، قاله الداوديُّ.