عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب: كيف ينبذ إلى أهل العهد
  
              

          ░16▒ (ص) باب كَيْفَ يُنْبَذُ إِلَى أَهْلِ الْعَهْدِ؟
          (ش) أي: هذا باب يبيَّن فيه كيف يُنبَذُ، وهو على صيغة المجهول، مِنَ النَّبْذ بالنون والباء المُوَحَّدة والذال المُعْجَمة، وهو الطرح، والمراد هنا نقض العهد.
          (ص) وَقَوْلُهُ تعالى: {وإمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} الآيَةَ[الأنفال:58].
          (ش) (وَقَوْلُهُ) بالرفع على الابتداء، وخبره محذوفٌ تقديره: وقوله تعالى هو: {وإمَّا تَخَافَنَّ} الآية، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها.
          قوله: ({وإمَّا تَخَافَنَّ}) خطاب للنبيِّ صلعم ؛ أي: مِن قومٍ مِنَ المشركين، قال الأزهريُّ: معناه: إذا هادَنْتَ قومًا فعلِمتَ منهم النقض؛ فلا تُسرِع إلى النقض حَتَّى تُلقيَ إليهم أنَّك نقضت العهد، فيكونون في علم النقض مستوين، ثُمَّ أوقِع بهم، وقال الكسائيُّ: السواء العدل، وقال ابن عَبَّاسٍ: المثل، وقيل: أعلِمْهم أنَّك قد حاربتَهم حَتَّى يصيروا مثلك في العلم.