عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ما يحذر من الغدر
  
              

          ░15▒ (ص) بابُ مَا يُحْذَرُ مِنَ الْغَدْرِ
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيانِ ما يُحذَر مِن سوء الغدر، وهو ضدّ الوفاء، ونقض العهد.
          و(يُحْذَرُ) على صيغة المجهول، مِن حذر يحذر حذرًا، ويروى: <يُحذَّر> بالتشديد، مِنَ التحذير.
          (ص) وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ} الآيَةَ[الأنفال:62].
          (ش) (وَقَوْلِهِ) بالجرِّ عطفًا على (ما يُحذَر) لأنَّه مجرور بالإضافة، تقديره: وفي بيان قوله تعالى: ({وَإِنْ يُرِيدُوا}) [الأنفال:61] أي: وإن يرد الكفَّار بالصلح خديعةً ليتقوَّوا ويستعدُّوا ({فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ}) [الأنفال:62] أي: كافيك وحده، وهذه الآية بعد قوله: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ}[الأنفال:61] وبعدها ذكر نعمة الله عليه بقوله: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ}[الأنفال:62-63] أي: جمعها على الإيمان بك وعلى طاعتك ومناصرتك؛ فإنَّك: {مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[الأنفال:63].