الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

حديث: بايعت رسول الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة

          2715- وبالسند قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) أي: ابن مُسَرهَدٍ، اسْمَي مفعولٍ، قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى) أي: ابنُ سعيدٍ القطَّانُ (عَنْ إِسْمَاعِيلَ) أي: ابن أبي خالدٍ البَجَليِّ، قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ) بالحاء المهملة وكسر الزاي، البَجَليِّ أيضاً، واسمُ أبي حازمٍ: عبدُ عوفٍ.
          (عَنْ جَرِيرِ) بفتح الجيم (ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ ☺) أي: البَجَليِّ أيضاً، قال الكرمانيُّ: إسماعيلُ وقيسٌ وجريرٌ؛ ثلاثتهم بجليُّونَ كوفيُّونَ مُكنَّيونَ بأبي عبدِ الله، انتهى.
          (قَالَ) أي: جَريرٌ (بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلعم عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ) بحذف تاء: إقامةِ؛ للتخفيف، مع أنَّ المضافَ إليه كالعوَضِ عنها فتدبَّر، كقولِه:
وأَخْلَفُوكَ عِدَ الأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا
          أي: عدَّةَ الأمرِ.
          (وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) أي: وإعطائها لمستحِقِّيها (وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ) بجر ((النُّصحِ)) للأكثر، وبالرَّفع لأبي ذرٍّ كما في الفرعِ وأصلِهِ، ووجهُه _كما قال شيخُ الإسلام_: أنه مُبتدَأٌ خبرُه محذوفٌ يُقدَّرُ بنحو: كذلكَ، ولو نُصِبَ على أنه مفعولٌ معَه لتقدُّمِ شبهِ الفِعلِ بل أصلِهِ، فلم يمتنِعْ.
          ومطابقةُ الحديثِ للترجمةِ في قولِهِ: ((بايعتُ...)) إلخ، فإنَّ المبايَعةَ شَرطٌ في المعنى.