جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: أرسلني أصحابي إلى رسول الله أسأله لهم الحملان

          1204- الإمامان: عن أبي موسى قال: أرسلني أصحابي إلى رسول الله صلعم أسأله لهم الحملان، إذ هم معه في جيش العسرة _وهي غزوة تبوك_ فقلت: يا نبي الله، إن أصحابي أرسلوني إليك لتحملهم، فقال: ((والله لا أحملكم على شيء)) ووافقته وهو غضبانٌ ولا أشعر، فرجعت حزيناً من منع رسول الله صلعم، ومن مخافة أن يكون رسول الله صلعم قد وجد في نفسه علي، فرجعت إلى أصحابي، فأخبرتهم الذي قال رسول الله صلعم، فلم ألبث إلا سويعةً إذ سمعت بلالاً ينادي: أين عبد الله بن قيس؟ فأجبته، فقال: أجب، رسول الله صلعم يدعوك، فلما أتيت رسول الله صلعم قال: ((خذ هذين القرينين(1) وهذين القرينين، وهذين القرينين _لستة أبعرةٍ ابتاعهن حينئذٍ من سعد_ فانطلق بهن إلى أصحابك فقل: إن الله _أو قال: إن رسول الله صلعم_ يحملكم على هؤلاء فاركبوهن)) قال أبو موسى: فانطلقت إلى أصحابي بهن، فقلت: إن رسول الله صلعم يحملكم على هؤلاء، ولكن والله لا أدعكم حتى ينطلق معي بعضكم إلى من سمع مقالة رسول الله صلعم، حين سألته لكم، ومنعه في أول مرة، ثم إعطاؤه إياي بعد ذلك، لا تظنوا أني حدثتكم شيئاً لم يقله، فقالوا لي: والله إنك عندنا لمصدق، ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفرٍ منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله صلعم منعه إياهم، ثم إعطاءهم بعد، فحدثوهم بما حدثهم أبو موسى سواء. [خ¦4415]


[1] في هامش الأصل: ((الحملان: الحمل حملته على الدابة أحمله حملاً وحملاناً وذلك أنه جاء يطلب منه شيئاً يركبون عليه .
القرين: الجمل يقرن بجمل آخر فكلاهما قرينان)).