جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: لما طعن حرام بن ملحان _وكان خاله_ يوم بئر معونة

          1125- وللبخاري: عن أنس قال: لما طعن حرام بن ملحان _وكان خاله_ يوم بئر معونة، قال: بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزت ورب الكعبة.
          ولمسلم: قال: جاء ناس إلى النبي صلعم فسألوا: أن ابعث معنا رجالاً يعلمونا القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام، يقرؤون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيؤون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء، فبعثهم النبي صلعم إليهم فعرضوا لهم، فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان، فقالوا: اللهم أبلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا، قال: وأتى رجلٌ حراماً خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله صلعم لأصحابه: ((إن إخوانكم قد قتلوا، وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضيت عنا ورضينا عنك(1))).
          وللبخاري: أن النبي صلعم: بعث خاله أخاً لأم سليمٍ في سبعين راكباً، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصالٍ، فقال: يكون لك أهل السهل، ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألفٍ وألفٍ، فطعن عامرٌ في بيت أم فلانٍ، فقال: غدةٌ كغدة البكر في بيت امرأةٍ من آل فلانٍ ائتوني بفرسي، فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرامٌ أخو أم سليمٍ وهو(2) (3) رجلٌ أعرج ورجلٌ من بني فلان، قال: كونا قريباً حتى آتيهم، فإن آمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال: أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله صلعم... وذكر الحديث مثل الأولى. [خ¦2801]


[1] في هامش الأصل: ((هذه الرواية لم يذكرها الحميدي في كتابه)).
[2] في هامش الأصل: ((صوابه: ورجل)).
[3] في هامش الأصل: ((أهل السهل: أهل البادية، فإنه جعل في مقابلتها أهل المدر، وأهل المدر: هم أهل المدن .
طعن الرجل: الرجل إذا رمي بالطاعون .
غدة البعير هو الطاعون الذي [توفاه])).