جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبداً

          1157- الإمامان: عن أبي وائل قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال: يا أيها الناس، اتهموا أنفسكم، لقد كنا مع رسول الله صلعم يوم الحديبية، ولو نرى قتالاً لقاتلنا _وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلعم وبين المشركين_ فجاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله، ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: ((بلى)) قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: ((بلى)) قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: ((يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبداً)) قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظاً، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب، إنه رسول الله، ولن يضيعه الله أبداً، قال: فنزل القرآن على رسول الله صلعم بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسول الله، أو فتحٌ هو؟ قال: ((نعم)) فطابت نفسه ورجع.
          وفي رواية: فنزلت <سورة الفتح> فقرأها رسول الله صلعم على عمر.
          وفي أخرى: أنه سمع سهل بن حنيف بصفين يقول: يا أيها الناس، اتهموا رأيكم على دينكم، لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلعم لرددته، وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمرٍ نعرفه غير هذا الأمر.
          زاد في رواية: ما نسد منه خصماً(1) إلا انفجر علينا منه خصمٌ، ما ندري كيف نتأتا له.
          وفي أخرى: لما قدم سهل بن حنيف من صفين أتيناه نستخبره، فقال: اتهموا الرأي، وذكر نحوه.
          وفي أخرى: قال: أتيت أبا وائل أسأله، فقال: كنا بصفين، فقال رجل: ألم ترى إلى الذين يدعون إلى كتاب الله؟ فقال علي: نعم، فقال سهل بن حنيف: اتهموا أنفسكم... وذكر الحديث.
          قال البخاري: وهي الغزوة التي / أغاروا على لقاح(2) النبي صلعم قبل خيبر بثلاث. [خ¦3182]


[1] في هامش الأصل: ((الخصم: الطرف وخصم كل شيء طرفه، وأراد بقوله: ((لا يسد منه خصم إلا انفتح علينا خصم)) الإخبار عن انتشار الأمر وشدته وأنه لا يتهيأ إصلاحه وتلافيه لأنه بخلاف ما كانوا عليه قبل من الاتفاق، ولذلك قال: إلا أسهلن بنا أي: رأينا في عاقبة الشكوك فيه سهولة كأنه ركب السهل في طريقه ولم ير فيه مكروهاً)).
[2] في هامش الأصل: ((اللقاح من النوق الحوامل واحدها لقوح ولاقح، وقيل: اللقاح ذوات الألبان الواحدة لقوح ولقحة بكسر اللام وفتحها واللواقح الحوامل)).