جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: يا أسامة، أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟

          1168- الإمامان: عن أبي ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد يقول: بعثنا رسول الله صلعم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجلٌ من الأنصار رجلاً منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلعم، فقال: ((يا أسامة، أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟)) قلت: إنما كان متعوذاً(1)، فقال: ((أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟)) فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
          وفي رواية: قال: بعثنا رسول الله صلعم في سريةٍ، فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله، فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي صلعم، فقال رسول الله صلعم: ((أقال: لا إله إلا الله وقتلته؟)) قال: قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفاً من السلاح، قال: ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟)) فما زال يكررها / علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذٍ، قال: فقال سعد: وأنا والله لا أقتل مسلماً حتى يقتله ذو البطين _يعني أسامة_ قال: فقال رجل: ألم يقل الله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه} [الأنفال:39] فقال سعد: قد قاتلنا حتى لا تكون فتنة، وأنت وأصحابك تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة. [خ¦4269]


[1] في هامش الأصل: ((عشيناه: أدركناه ولحقناه، كأنهم أتوه من فوقه .
المتعوذ: الملتجئ خوفاً من القتل)).