جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: ادعوا الناس، وبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، وتطاوعا ولا تختلفا

          1196- الإمامان: عن أبي موسى قال: بعثني رسول الله صلعم ومعاذاً إلى اليمن، فقال: ((ادعوا الناس، وبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، وتطاوعا ولا تختلفا)) قال: فقلت: يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن: البتع _وهو من العسل، ينبذ حتى يشتد، والمزر_ وهو الذرة والشعير، ينبذ حتى يشتد، قال: وكان رسول الله صلعم قد أعطي جوامع الكلم بخواتمه، فقال: ((أنهى عن كل مسكرٍ أسكر عن الصلاة)) _وفي رواية_ فقال ◙: ((كل مسكرٍ حرامٌ)) قال: فقدمنا اليمن، فكان لكل واحدٍ منا قبةٌ نزلها على حدة، فأتى معاذٌ أبا موسى، وكانا يتزاوران، فإذا هو جالسٌ في فناء قبته، وإذا يهودي قائماً عنده يريد قتله، فقال: يا أبا موسى، ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم، ثم رجع إلى يهوديته، فقال: ما أنا بجالس حتى تقتله، فقتله، ثم جلسا يتحدثان، فقال معاذ: يا أبا موسى، كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقاً(1) على فراشي وفي صلاتي وعلى راحلتي، ثم قال أبو موسى لمعاذ: كيف تقرأ أنت؟ قال: سأنبئك بذلك، أما أنا فأنام ثم أقوم فأقرأ، فأحتسب في نومتي ما أحتسب في قومتي.
          وفي رواية: قال أبو موسى: أقبلت إلى النبي صلعم ومعي رجلان من الأشعريين، أحدهما عن يميني والآخر عن شمالي، فكلاهما سأل العمل، والنبي صلعم يستاك، فقال: ((ما تقول يا أبا موسى _أو يا عبد الله بن قيس؟_)) قال: فقلت: والذي بعثك بالحق، ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل، قال: فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفتيه وقد قلصت، فقال لي: ((إن _أو لا_ نستعمل على عملنا من أراده / ، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى _أو يا عبد الله بن قيس_)) فبعثه على اليمن، ثم أتبعه معاذ بن جبل، ثم ذكر قصة اليهودي الذي أسلم ثم ارتد، وزاد فيه، قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله أحق ورسوله، ثم ذكر قولهما في قيام الليل، وليس فيه: ذكر الأشربة. [خ¦4343]


[1] في هامش الأصل: ((أتفوق القرآن تفوقاً أي: أقرأه شيأ بعد شيء ووقتا بعد وقت من فواق [الناقة] وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى [تدر] ثم تحلب)).