جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني

          1113- البخاري: عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار، فلما قدمنا حمص، قال لي عبيد الله: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم _وكان وحشي يسكن حمص_ فسألنا عنه، فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره، كأنه حميت، قال: فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير، فسلمنا، فرد السلام، قال: وعبيد الله معتجرٌ بعمامته، ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي، أتعرفني؟ قال: فنظر إليه، ثم قال: لا والله، إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة، يقال لها: أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلاماً بمكة، فكنت استرضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه، فكأني نظرت إلى قدميك _قال_ فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدرٍ، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر _قال_ فلما خرج الناس عام عينين _وعينين: جبلٌ بحيال أحد_ بينه وبينه وادٍ، خرجت مع الناس إلى القتال، فلما أن اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال: يا سباع، يا ابن أم أنمار، مقطعة / البظور، أتحاد الله ورسوله؟_قال_ ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب،_قال_ وكمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه، حتى خرجت من بين وركيه،_قال_ فكان ذلك العهد به فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشي فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا إلى رسول الله صلعم رسلاً، وقيل لي: إنه لا يهيج الرسل،_قال_ فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلعم، فلما رآني قال: ((أنت وحشي؟)) قلت: نعم، قال: ((أنت قتلت حمزة؟)) قلت: قد كان من الأمر ما بلغك، قال: ((فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟)) قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله صلعم، فخرج مسيلمة الكذاب قلت: لأخرجن إلى مسيلمة، لعلي أقتله، فأكافي به حمزة _قال_ فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، فإذا رجلٌ قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، _قال_ فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه، حتى خرجت من بين كتفيه، _قال_ ووثب إليه رجلٌ من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنينا، قتله العبد الأسود(1). [خ¦4072]


[1] في هامش الأصل: ((الحميت الزق الذي لا شعر عليه وهو للسمن .
بظور النساء اللاتي يخفض منهن أي: يختن والمقطعة التي تخفض النساء .
المحادَّة: المخالفة ومنع الواجب عليه .
شد عليه أي حمل عليه .
هاج الإنسان، يهجه: إذا أفزعه .
المكافأة: المجازاة .
الورقة: في ألوان الإبل كالنمرة في الإنسان .
الهام: وسط الرأس)).