جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه

          1106- الإمامان: عن أنس قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله، غبت عن أول قتالٍ قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع _وفي رواية: لئن أشهدني الله مع النبي ليرين الله ما أجد_ فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: ((اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء _يعني أصحابه، وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء_ يعني المشركين)) ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة، ورب النضر، إني أجد ريحها من دون أحد، فقال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون، فما عرفه أحدٌ إلا أخته بشامة أو ببنانه، قال أنس: كنا نرى _أو نظن_ أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ}[الأحزاب:23] إلى آخر الآية هذه رواية: البخاري.
          وعند مسلم: قال أنس: عمي سميت به، لم يشهد مع النبي صلعم بدراً، فشق عليه وقال: أول مشهد شهده رسول الله غبت عنه، فلئن أراني الله مشهداً فيما بعد مع رسول الله صلعم ليرين الله ما أصنع، قال: وهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله صلعم يوم أحدٍ، قال: فاستقبل سعد بن معاذ، فقال له أنس: يا أبا عمرو، أين؟ ثم قال: واهاً لريح الجنة أجده دون أحد، قال: فقاتلهم حتى قتل، فوجد في جسده بضعٌ وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية، ثم ذكر نحو ما تقدم. [خ¦2805]