جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: حدث عن سعد بن معاذ أنه قال: كان صديقاً لأمية بن خلف

          1080- البخاري: عن ابن مسعود: حدث عن سعد بن معاذ أنه قال: كان صديقاً لأمية بن خلف، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعدٌ إذا مر بمكة نزل على أمية، فلما قدم النبي صلعم المدينة انطلق سعدٌ معتمراً، فنزل على أمية بمكة، فقال لأمية: انظر لي ساعة لعلي أطوف بالبيت، فخرج به قريباً من / نصف النهار، فلقيهما أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة(1)، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينوهم، أما والله، لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً، فقال له سعدٌ ورفع صوته عليه: أما والله، لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه: طريقك على المدينة، فقال أمية: لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي، فقال سعد: دعنا عنك يا أمية، فوالله لقد سمعت رسول الله صلعم يقول: ((إنه قاتلك)) قال: بمكة؟ قال: لا أدري، ففزع لذلك أمية فزعاً شديداً، فلما رجع أمية إلى أهله قال: يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعدٌ؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أن محمداً أخبرهم أنه قاتلي، فقلت له: بمكة؟ قال: لا أدري، فقال أمية: والله لا أخرج من مكة، فلما كان يوم بدر، استنفر أبو جهل الناس، قال: أدركوا عيركم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك، فلم يزل به أو جهل حتى قال: أما إذ غلبتني فوالله لأشترين أجود بعيرٍ بمكة، ثم قال أمية: يا أم صفوان: جهزيني، فقالت له: يا أبا صفوان، وقد سمعت(2)ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريباً، فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلاً إلا عقل بعيره، فلم يزل بذلك حتى قتله الله ببدر.
          وفي رواية: نحوه إلا أن فيه: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال: دعنا منك؛ فإني سمعت محمداً صلعم يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث، فرجع إلى امرأته فقال: أتعلمين ما قال أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمداً يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدرٍ وجاء الصريخ، قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال فأراد ألا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي: فسر يوماً أو يومين، فسار معهم، فقتله الله. [خ¦3632]


[1] في هامش الأصل: ((الصباة: جمع صابئ وهو الذي فارق دينه إلى غيره)).
[2] في هامش الأصل: في نسخة: ((نسيت)).