جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: أن رسول الله شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان

          1073- مسلم: عن أنس: أن رسول الله صلعم شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان، قال: فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض عنه، فقام سعد بن عبادة فقال: إيانا تريد يا رسول الله، والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها، ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا، قال: فندب رسول الله صلعم الناس، فانطلقوا حتى نزلوا بدراً، ووردت عليهم روايا قريش وفيهم غلامٌ أسود لبني الحجاج، فكان أصحاب رسول الله صلعم يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه، فيقول: ما لي علمٌ بأبي سفيان، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف، فإذا قال ذلك ضربوه، وقال: نعم، أنا أخبركم، هذا أبو سفيان، فإذا تركوه فسألوه، قال: مالي بأبي سفيان علمٌ، ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس، فإذا قال هذا أيضا ضربوه، ورسول الله صلعم قائم يصلي، فلما رأى ذلك انصرف، وقال: ((والذي نفسي بيده لتضربونه إذا صدقكم وتتركونه إذا كذبكم)) قال: وقال رسول الله صلعم: ((هذا مصرع فلان)) ويضع يده على الأرض هاهنا وهاهنا، قال: فما ماط (1)أحدهم عن موضع يد رسول الله صلعم.


[1] في هامش الأصل: ((الروايا: جمع راوية وهي المزادة والمراد به هاهنا الجمال التي تحمل المزاد والجمل راوية تسمى به المزادة .
المصرع: موضع القتل .
ما ماط أي: ما زال وما بعد والميط الميل والعدول)).