جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: هل مسحتما سيفيكما؟

          1082- الإمامان: عن عبد الرحمن بن عوف قال: إني لواقفٌ في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بغلامين من الأنصار، حديثةٍ أسنانهما، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: أي عم، تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم، فما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلعم، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، قال: فتعجبت لذلك، قال: وغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلعم فأخبراه، فقال: ((أيكما قتله؟)) قال كل واحدٍ منهما: أنا قتلته، فقال: ((هل مسحتما سيفيكما؟)) فقالا: لا، فنظر رسول الله صلعم إلى السيفين، فقال: ((كلاكما قتله)) وقضى رسول الله صلعم بسلبه(1) لمعاذ بن عمرو بن الجموح، والرجلان: معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء.
          وفي أخرى: قال: إني لفي الصف يوم بدرٍ إذ التفت، فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم أرني أبا جهلٍ، فقلت: يا ابن أخي، ما تصنع به؟ قال: عاهدت الله تعالى لئن رأيته لأن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سراً من صاحبه مثله، قال: فما سرني أني بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه، فشدا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه _وهما ابنا عفراء_. [خ¦3141]


[1] في هامش الأصل: ((أضلع منهما أي: أقوى منهما وأشد والضليع القوي الشديد .
السواد بالفتح: الشخص، وبالكسر السواد والمراد الأول .
لم أنشب أي: لم ألبث .
سلب القتيل: ما يكون عليه ومعه حين يقتل)).