جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين

          1173- البخاري: عن عروة بن الزبير قال: لما سار رسول الله صلعم عام الفتح فبلغ ذلك قريشاً، خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزامٍ / وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلعم، فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران، فإذا هم بنيرانٍ كأنها نيران عرفة، فقال أبو سفيان: ما هذه؟ لكأنها نيران عرفة فقال بديل بن ورقاء: نيران بني عمرو، فقال أبو سفيان: عمرو أقل من ذلك، فرآهم ناسٌ من حرس رسول الله صلعم، فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلعم، فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال للعباس: ((احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين)) فحبسه العباس، فجعلت القبائل تمر مع النبي صلعم كتيبة كتيبة على أبي سفيان، فمرت كتيبةٌ فقال: يا عباس، من هذه؟ قال: هذه غفار، قال: ما لي وما لغفار، ثم مرت جهينة، فقال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم، فقال: مثل ذلك، ثم مرت سليم، فقال: مثل ذلك، حتى أقبلت كتيبةٌ لم ير مثلها، فقال: من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية، فقال سعد بن عبادة: يا أبا سفيان، اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة، فقال أبو سفيان: يا عباس حبذا يوم الذمار، ثم جاءت كتيبةٌ وهي أجل الكتائب فيهم رسول الله صلعم وأصحابه، وراية النبي صلعم مع الزبير، فلما مر رسول الله صلعم بأبي سفيان قال: ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة؟ قال: ((ما قال؟)) قال: قال: كذا وكذا، فقال: ((كذب سعدٌ، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة)) قال: وأمر رسول الله صلعم أن تركز رايته بالحجون، قال عروة: فأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس يقول للزبير بن العوام: يا أبا عبد الله، أهاهنا أمرك رسول الله صلعم أن تركز الراية؟ قال: نعم، قال: وأمر رسول الله صلعم يومئذٍ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة، من كداء(1)، ودخل النبي صلعم من كدى، فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان، حبيش بن الأشعر وكرز بن خالد الفهري. [خ¦4280]


[1] في هامش الأصل: ((الخطم والخطمة رعن الخبل وهو الأنف البارز منه هكذا ذكر الحميدي، وفي كتاب البخاري: حطم الخيل ومعناه أنه يقف به في الموضع المتفائق الذي تتحطم فيه الخيل أي يدوس بعضها بعضاً ويحطم بعضها بعضاً فيراها جميعها وتكثر في عينه بكونها في ذلك الموضع الضيق بخلاف ما إذا كانت في موضع متسع وكذلك أراد بوقوفه عند خطم الجبل على ما شرحه الحميدي فإن الأنف النادر من الجبل يضيق الموضع الذي يخرج فيه .
الكتيبة: واحدة الكتائب وهي العساكر المرتبة .
الملحمة: الحرب والقتال الذي لا ملخص منه .
الذِمار: ما لزمك حفظه يقال فلان حامي الذِمار أي: يحمي ما يجب عليه حفظه .
الحجون: أحد جبلي مكة من جهة الغرب والشمال .
كَداء بالفتح والمد ثنية من أعلا مكة مما يلي المقبرة وكُدى بالقصر والضم ثنية من أسفل مكة)).