جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخٍ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها

          1170- الإمامان: قال عبيد الله بن أبي رافع وكان كاتباً لعلي: سمعت علياً يقول: بعثني رسول الله صلعم أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخٍ فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها، فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا، حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، قال: فأتينا به النبي صلعم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناسٍ من المشركين من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول صلعم، فقال رسول الله صلعم: ((يا حاطب، ما هذا؟)) قال: يا رسول الله، لا تعجل علي، إني كنت امرأ ملصقاً(1) في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين له قرابةٌ يحمون بها أموالهم وأهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها / قرابتي، وما فعلت كفراً ولا ارتداداً عن ديني، ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلعم: ((إنه قد صدقكم)) فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلعم: ((إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم)) قال: فأنزل الله ╡: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} [الممتحنة:1].
          وفي رواية أبي عبد الرحمن السلمي قال: بعثني رسول الله صلعم والزبير بن العوام، وأبا مرثد، وكلنا فارسٌ، ثم ساقه بمعناه، ولم يذكر نزول الآية، ولا ذكرها في حديث عبيد الله بعض الرواة، ولا جعلها بعضهم من تلاوة سفيان، وقال سفيان: لا أدري الآية في الحديث، أو من قول عمرو _يعني ابن دينار_.
          وفي رواية: نحوه وفيه حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله صلعم: ((تسير على بعير لها)) فقلنا: أين الكتاب الذي معك، قالت: ما معي من كتاب، فأنخنا بعيرها فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئاً، فقال: صاحباي ما نرى معها كتاباً، فقلت: لقد علمنا ما كَذب رسول الله صلعم وما كُذب والذي يحلف به لتخرجن الكتاب أو لأجردك، فأهوت إلى حجزتها(2) وهي محتجرة بكساء فأخرجت الصحيفة من عقاصها فأتينا بها رسول الله صلعم... وذكر الحديث. [خ¦4274]


[1] في هامش الأصل: ((الظعينة في الأصل المرأة ما دامت في الهودج ثم جعلت المرأة إذا سافرت ظعينة ثم نقل إلى المرأة نفسها سافرت أو أقامت وظعن يظعن إذا سافر .
العقاص الخيط الذي يعقص أي: تشد به المرأة أطراف ذوائبها وأصل العقص الظفر والليُّ هكذا شرحه الحميدي في غريبه وفيه نظر فإن العقاص جمع عقصة أو عقيصة وهي الضفيرة من الشعر إذا لويت وجعلت مثل الرمانة أو لم تلو، المعنى أخرجت الكتاب من ضفائرها المعقوصة .
الملصق: هو الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب)).
[2] في هامش الأصل: ((احتجز الرجل: شد إزاره على وسطه، والحجزة: موضع الشد)).