جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: أي عباس ناد أصحاب السمرة

          1183- مسلم: عن العباس قال: شهدت مع رسول الله صلعم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله فلم نفارقه، ورسول الله على بغلةٍ له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الحذامي، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلعم يركض بغلته قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذٌ بلجام بغلة رسول الله صلعم أكفها إرادة ألا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلعم، فقال رسول الله صلعم: ((أي عباس، ناد أصحاب السمرة)) فقال عباس _وكان رجلاً صيتاً_: فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، قال: فاقتتلوا والكفار والدعوة في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله صلعم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله صلعم: ((هذا حين حمي الوطيس)) قال ثم أخذ رسول الله صلعم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال: ((انهزموا ورب محمد)) قال: فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلاً(1) وأمرهم مدبرا.
          وفي / رواية: نحوه غير أنه قال: فروة بن نعامة، وقال: ((انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة)) وزاد في الحديث حتى هزمهم الله، قال: وكأني أنظر إلى النبي صلعم يركض خلفهم على بغلته.


[1] في هامش الأصل: ((حمي الوطيس أي: اشتدت الحرب والأمر، قال الخطابي: هذه الكلمة لم تسمع قبل أن يقولها النبي صلعم من العرب وهي مما اقتضبه وأنشأه، والوطيس: في اللغة التنور .
حد كليل: لا يقطع، وطرف كليل: لا يحقق النظر)).