جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: ألا تريحني من ذي الخلصة

          1202- الإمامان: عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كان بيت في الجاهلية، يقال له: ذو الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية، فقال لي النبي صلعم: ((ألا تريحني من ذي الخلصة)) فنفرت في مائة وخمسين راكباً، فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده، فأتيت النبي صلعم فأخبرته فدعا لنا ولأحمس.
          وفي رواية: قال جرير: قال لي النبي صلعم: ((ألا تريحني من ذي الخلصة))_وكان بيتاً في خثعم يسمى كعبة اليمانية_ فانطلقت في خمسين ومائة فارسٍ من أحمس، وكانوا أصحاب خيلٍ وكنت لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال: ((اللهم ثبته واجعله هادياً مهدياً)) فانطلق إليها فكسرها وحرقها، ثم بعث إلى رسول الله صلعم، فقال رسول جريرٍ: والذي بعثك بالحق، ما جئتك حتى تركتها كأنها جملٌ أجرب، قال: فبارك في خيل أحمس ورجالها، خمس مراتٍ.
          وفي أخرى: مثله وقال: فما وقعت عن فرس بعد، قال: وكان ذو الخلصة بيتاً باليمن لخثعم وبجيلة، فيه نصبٌ تعبد، يقال له الكعبة، قال: فأتاه فحرقها بالنار وكسرها، قال: ولما قدم جريرٌ اليمن كان بها رجلٌ يستقسم بالأزلام(1) فقيل له: إن رسولَ رسولِ الله صلعم هاهنا فإن قدر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها إذ وقف عليه جريرٌ، فقال: لتكسرنها ولتشهدن أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك، قال: فكسرها وشهد، ثم بعث جريرٌ رجلاً من أحمس يكنى أبا أرطاة إلى النبي صلعم يبشره بذلك، فلما أتى النبي صلعم، قال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جملٌ أجرب، قال: فبرك النبي صلعم على خيل أحمس ورجالها، خمس مراتٍ.
          قال البخاري: وهي غزوة لخم وجذام، قاله إسماعيل بن أبي خالد، وقال ابن إسحاق: عن يزيد عن عروة هي بلاد بلى وممدرة وبني القين، وفي نسخة بني العنبر. [خ¦3020]


[1] في هامش الأصل: ((الأزلام: القداح التي كانوا يتفاءلون بها [عند] ما يعرض لهم من الحاجات كالسفر [وغيره] وكان عليها مكتوب افعل لا تفعل فما يخرج له منها كان يتبعه إما أمر وإما نهي، والاستقسام طلب ما قسم لهم مما هو مغيب عنهم من خير أو شر وصلاح وفساد .
ذو الخلصة: هو البيت الذي كان لخثعم باليمن يحجون إليه تشبيهاً ببيت الله الحرام .
شبه ما بها من آثار النار والإحراق بالجمل الأجرب)).