جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: من قتل قتيلاً له عليه بينةٌ فله سلبه

          1188- الإمامان: عن أبي قتادة، قال: خرجنا مع رسول الله صلعم عام حنينٍ، فلما التقينا كانت للمسلمين جولةٌ، قال: فرأيت رجلاً من المشركين قد علا رجلاً من المسلمين، فاستدرت إليه حتى أتيته من ورائه، فضربته على حبل عاتقه، وأقبل علي فضمني ضمةً وجدت فيها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب فقال: ما للناس؟ فقلت: أمر الله، ثم إن الناس رجعوا، وجلس رسول الله صلعم فقال: ((من قتل قتيلاً له عليه بينةٌ فله سلبه)) وقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال: بمثل ذلك، فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال: ذلك الثالثة، فقمت، فقال رسول الله صلعم: ((ما لك يا أبا قتادة؟)) فقصصت عليه القصة، فقال: رجلٌ من القوم: صدق يا رسول الله، سلب ذلك القتيل عندي، فأرضه من حقه، فقال أبو بكر الصديق: لاها الله، إذاً لا نعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله فنعطيك سلبه، فقال رسول الله صلعم: ((صدق، فأعطه إياه)) قال: فأعطاني، فبعت الدرع، وابتعت مخرفاً في / بني سلمة، فإنه لأول مالٍ تأثلته(1) في الإسلام.
          وفي رواية: قال: لما كان يوم حنينٍ نظرت إلى رجلٍ من المسلمين يقاتل رجلاً من المشركين، وآخر من المشركين يختله(2) من ورائه ليقتله، فأسرعت إلى الذي يختله فرفع يده ليضربني، فأضرب يده، فقطعتها، ثم أخذني، فضمني ضماً شديداً حتى تخوفت، ثم ترك فتحلل، ودفعته ثم قتلته، وانهزم المسلمون، وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما شأن الناس؟ قال: أمر الله، ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلعم، فقال رسول الله صلعم: ((من أقام بينةً على قتيلٍ قتله فله سلبه)) فقمت لألتمس بينةً على قتيلي، فلم أر أحداً يشهد لي فجلست، ثم بدا لي، فذكرت أمره لرسول الله صلعم فقال رجلٌ من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي فأرضه منه، فقال أبو بكرٍ كلا لا نعطه أصيبغ(3)من قريشٍ، وندع أسداً من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلعم، قال: فقام رسول الله صلعم فأداه إلي، فاشتريت منه خرافاً فكان أول مالٍ تأثلته. [خ¦4321]


[1] في هامش الأصل: ((حبل العاتق: هو عصبه والعاتق موضع الرداء من المنكب .
قال الخطابي: الصواب لاها الله ذا بغير ألف قبل الذال ومعناه في كلامهم لا والله لا يكون ذا يجعلون إلها مكان [الواو] .
المَخرِف بفتح الميم البستان الذي يخترف ثماره أي: تجتنى وتقطف وأراد به هاهنا حائط نخل والمِخرف بكسر الميم الظرف الذي يجنى فيه الثمار والخراف يشبه أن يكون جمع خرفة بالضم وهو ما يجتنى من الفواكه وأراد به أيضاً البستان فسمي الشجر باسم ثمره .
تأثلت المال أي: اكتسبته وجمعته وادخرته)).
[2] في هامش الأصل: ((الختل: المكر والخدع)).
[3] في هامش الأصل: في نسخة: ((أصيبع)).