جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: لما رجع رسول الله من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل

          1133- الإمامان: عن عائشة قالت: لما رجع رسول الله صلعم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل، فقال: قد وضعت السلاح والله ما وضعناه اخرج إليهم، قال: ((فإلى أين)) قال: هاهنا _وأشار إلى بني قريظة_ فخرج النبي صلعم إليهم.
          وفي رواية: قالت: أصيب سعدٌ يوم الخندق، رماه رجلٌ من قريش، يقال له: حبان بن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب عليه رسول الله صلعم خيمةً في المسجد ليعوده من قريب، فلما رجع رسول الله صلعم من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار، فقال: قد وضعت السلاح؟ والله ما وضعته، اخرج إليهم، قال النبي صلعم: ((فأين؟)) فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم رسول الله صلعم، فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعد، قال: فإني أحكم فيهم: أن تقتل المقاتلة، وأن تسبي النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم، قال هشام: فأخبرني أبي عن عائشة: أن سعداً قال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحدٌ أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك وإن كنت وضعت الحرب فأفجرها واجعل موتتي فيها فانفجرت من لبته فلم يرعهم، وفي المسجد خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعدٌ، يغذو جرحه دماً(1) / فمات منها، أخرجه: البخاري.
          وأخرج مسلم:... إلى قوله: وتقسم أموالهم، ولم يسم فيها اسم ابن العرقة إنما قال: رماه رجل من قريش ابن العرقة، وقال فيه: والله ما وضعناه، وقال عن هشام: قال أبي: فأخبرت أن رسول الله صلعم قال: ((لقد حكمت فيهم بحكم الله)).
          وله: في أخرى: عن هشام قال: أخبرني أبي عن عائشة: أن سعداً قال: وتحجر كلمه للبرء(2)، فقال: اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني أجاهدهم فيك، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فافجرها واجعل موتتي فيها فانفجرت من لبتيه... وذكر باقيه إلى قوله، فمات فيها.
          وفي رواية له: قال: بهذا الإسناد: نحوه غير أنه قال: فانفجرت من ليلته(3)فما زال يسيل حتى مات، وزاد في الحديث فذاك حين يقول الشاعر:
ألا يا سعد سعد بني معاذ                     فما فعلت قريظة والنضير
لعمرك إن سعد بني معاذ                     عداة تحملوا لهو الصبور
تركتم قدركم لا شيء فيها                     وقدر القوم حامية تفور
وقد قال الكريم أبو حباب                     أقيموا قينقاع ولا تسير
وقد كانوا ببلدتهم ثقالا                     كما ثقلت بميطان الصخور(4).
[خ¦4117]


[1] في هامش الأصل: ((الأكحل: عرق في وسط اليد يكثر فصده .
غذا الجرح بالذال المعجمة يغذوا غذواً: إذا سال دماً)).
[2] في هامش الأصل: ((تحجر كلمه للبرء: الكلم الجرح وتحجره اشتداده وقوته أي: صار مثل الحجر قوياً لا وجع به)).
[3] في هامش الأصل: في نسخة: ((لبته)).
[4] في هامش الأصل: ((هذا الشعر لم يذكره الحميدي في كتابه)).